تعريف الترصيع.. توازن الألفاظ مع توافق الأعجاز أو تقاربها

الترصيعُ [1]:
- تعريفُه:
هو توازُنُ الألفاظِ، معَ توافقِ الأعجازِ، أو تقارُبِها.

مثال ُالتوافقِ:
نحو قوله  تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)} [الانفطار/13، 14].

ومثالُ التقاربِ:
نحو قوله  تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) } [الصافات/117-119].

ومثل قول المتنبي [2]:
قَدْ حِرْنَ في بَشَرٍ في تاجِهِ قَمَرٌ -- في دِرْعِهِ أسَدٌ تَدْمَى أظافِرُهُ

حرنَ تحيرنَ  يعني الأبصارُ  وأرادَ بالبشر الممدوحُ، وبالقمرِ ِ وجهَه، وجعلهُ أسداً في الدرعِ لشجاعتهِ، والأظافرُ جمع أظفارٍ، وقوله تدمَى أن ْتتلطخَ بالدمِ بافتراسهِ أعداءَه.

 ومثله قول الشاعر [3]:
كحلاءُ في برجٍ صفراءُ في نعجٍ -- كأنَّها فضَّةٌ قد مسَّها ذهبُ

وكقول الشاعر في الغزل [4]:
كالبدرِ إنْ سفرتْ والغصنِ إنْ خطرتْ -- والريمِ إنْ نظرتْ، معسولةُ الشنبِ

أو كقول الشاعر وله روايات عدة  [5]:
سودٌ ذوائبها بيضٌ ترائبها -- حمرٌ مجاسدها صفرٌ تراقيها
سُودٌ ذَوائِبُها بِيضٌ تَرائِبُها -- دُرْمٌ مَرافِقُها في خَلْقِها عَمَمُ
سُودٌ ذَوَائِبُهَا بِيضٌ تَرَائِبُهَا -- محْضٌ ضَرَائِبُهَا صِيغَتْ عَلَى الْكَرمِ

ومنه قول الشاعر [6]:
هوانُ الحياةِ، وذلُّ المماتِ -- وكلاًّ أراهُ طعاما وبيلاَ
فإْن كانَ لا بدَّ منْ ذلةٍ -- فسيروا إلى الموتِ سيراً جميلا

ومنه قول ليلى الأخيلية [7]:
وقَدْ كان مَرْهُوبَ السِّنانَ وَبَيَّنَ اللـ -- سان ومِجْذَامَ السُّرَى غيْرَ فاتِرِ

ومثل قول الخنساء تصف أخاها صخراً [8]:
لوْ كانَ للدَّهرِ مالٌ عندَ متلدهِ -- لكانَ للدَّهرِ صخرٌ مالُ فتيانِ
آبي الهضيمة  آتٍ بالعظيمة  متلافُ م   الكريمة ِ لا نكسٌ ولا وانِ
حامي الحقيقَة ِ بسّالُ الوَديقة -- مِعتاقُ الوسيقة ِ جلدٌ غيرُ ثنيانِ
طَلاّعُ مَرْقَبَة ٍ مَنّاعُ مَغْلَقَة -- وَرّادُ مَشْرَبَة ٍ قَطّاعُ أقْرَانِ

[1]- البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 25) ونقد الشعر - (ج 1 / ص 5) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 71) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 56) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 95) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 298) ومفتاح العلوم - (ج 1 / ص 187) وكتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (ج 1 / ص 479) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17) و علم البلاغة الشيرازي - (ج 1 / ص 7).

[2]- البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 25) وشرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 33)و تراجم شعراء موقع أدب - (ج 48 / ص 465).

[3]- البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 25) وأمالي المرزوقي - (ج 1 / ص 72) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 119) وغرر الخصائص الواضحة - (ج 1 / ص 58) وجمهرة اللغة - (ج 2 / ص 262).

[4]- البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 25).
[5] - البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 25) ونقد الشعر - (ج 1 / ص 7) والحماسة البصرية - (ج 1 / ص 69) وسر الفصاحة - (ج 1 / ص 66) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 56) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 96) وخزانة الأدب - (ج 2 / ص 191)وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 33 / ص 354).

[6]- البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 25).
[7]- البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 25) ونقد الشعر - (ج 1 / ص 6) والمستقصى في أمثال العرب - (ج 1 / ص 9) وأساس البلاغة - (ج 1 / ص 186).

[8]- البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 25) و العمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 118) والأغاني - (ج 6 / ص 50) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 4 / ص 8).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال