السَّرقاتِ الشعرية وما يتبعها.. النسخ. المسخ أو الإغارة. السلخ. الاقتباس. التضمين. العقد. الحل والتّلميح. الابتداء. التخلص. الانتهاء

السَّرقاتِ الشعرية وما يتبعها [1]:
-السَّرِقَةُ: هيَ أن يَأخُذَ الشَّخْصُ كلامَ الغير، ويَنسبه لنفسه.

وهي ثلاثة أنواعٍ: نَسْخٌ، ومَسخٌ وسَلْخٌ:

1- النَّسخُ:
ويُسَمَّى انْتِحَالا أيضاً: هو أن يأخذَ السَّارقُ اللفظَ والمعنَى معاً، بلا تغييرٍ ولا تبديلٍ، أو بتبديلِ الألفاظِ كلِّها، أو بعضِها بمُرَادفِها، وهذا مذمومٌ، كما فعل بعضهم بقول مُعَنْ بن أوس [2]:
إذَا أنتَ لمْ تنصفْ أخاكَ وجدتهُ -- علَى طرفِ الهجرانِ إنْ كانَ يعقلُ
ويركبُ حدَّ السيفِ منْ أنْ تضيمهُ -- إذَا لمْ يكنْ عنْ شفرةِ السيفِ مزحلُ

وأمَّا تبديلُ الألفاظ بمُرَادفِها، كما فُعِل بقولِ الْحُطَيْئَة [3]:
دَعِ المكارمَ لا تَرْحلْ لبُغيتها -- واقعدْ فإنكَ أنتَ الطّاعمُ الكاسي

فقال الآخر [4]:
ذَرِ المآثرَ لا تذْهَبْ لِمَطْلَبِها -- واجلسْ فإنكَ أنتَ الآكلُ الكاسي

وقريب منه: تبديلُ الألفاظِ بضدّها، مع رعايةِ النّظمِ والترتيبِ، كما فُعِل بقول حَسَّان رضي الله عنه [5]: 
بِيضُ الوُجُوهِ كَرِيمَةٌ أَحْسَابُهُمْ -- شُمُّ الأُنُوفِ مِنَ الطِّرَازِ الأَوَّلِ

فقال غيرُه [6]:
سُودُ الوجوهِ لئيمةٌ أحسابُهم -- فُطسُ الأنوفِ من الطِّرَاز الآخرِ

2- المَسْخُ أو الإغارةُ:
هو أن يأخذَ بعضَ اللّفظِ، أو يُغَيّرَ بعضَ النّظم، فإنِ امتاز الثاني بحسنِ السَّبكِ فممدوحٌ، نحو  قول  بشار [7]:
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ -- وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ

مع قول غيره [8]: 
منْ راقبَ الناسَ ماتَ غمًّا -- وفازَ باللذةِ الجَسورُ
فإنَّ الثاني أعذبُ وأخصرُ.
وإنِ امتازَ الأولُ فقط فالثاني مذمومٌ.وإنْ تساويا فالثاني لا يذمُّ، ولا يمدحُ، والفضلُ للسابقِ.

3- السَّلخُ:
ويُسَمَّى إلماماً: وهو أن يأخذَ السَّارقُ المعنَى وحدَه، فإنِ امتازَ الثاني فهو أبلغُ، نحو قول الشاعر [9]:
هوَ الصنع إنْ يَعْجَلْ فخيرٌ، وإنْ يَرِثْ -- فللرَّيثُ في بعضِ المواضِعِ أنفَعُ

مع قول  المنتبي [10]:
ومِنَ الخيرِ بُطءُ سَيبكَ عَنّي -- أسرَعُ السحْب في المَسيرِ الجَهامُ

وإنِ امتازَ الأولُ; فالثاني مذمومٌ، وإنْ تماثلا فهو أبعدُ عن الذمِّ، كقول الشاعر [11]:  
ولَمْ يكُ أكثرُ الفتيانِ مالاً -- ولكنْ كانَ أرْحَبَهُمْ ذِراعا

مع قول الآخر  [12]:
وَلَيْس بِأَوْسَعِهم في الغنى -- وَلكنَّ معروفَهُ أَوْسَع

ويتَّصلُ بالسَّرقاتِ الشعريةِ; ثمانيةُ أمور: الاقتباسُ، والتضمينُ، والعَقدُ، والحَلُّ والتّلميحُ، والابتداءُ، والتخلّصُ، والانتهاءُ.

[1]- زهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 436)  والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 272-278)  والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 125) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17).

[2]- فصل المقال في شرح كتاب الأمثال - (ج 1 / ص 276)  وشرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 357)  ولباب الآداب لأسامة بن منقذ - (ج 1 / ص 111)  والصداقة والصديق - (ج 1 / ص 8)  وزهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 343)  والحماسة البصرية - (ج 1 / ص 115) والكامل في اللغة والادب - (ج 1 / ص 164)  والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 126) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 358)  وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17).

[3]- فصل المقال في شرح كتاب الأمثال - (ج 1 / ص 247) ونفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - (ج 2 / ص 498) وزهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 335) ومختارات شعراء العرب - (ج 1 / ص 40).
 ولباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 41) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 18 / ص 496).

[4]- جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 359).
[5]- منتهى الطلب من أشعار العرب - (ج 1 / ص 277) وأمالي المرزوقي - (ج 1 / ص 47) والحماسة البصرية - (ج 1 / ص 58)  ومقامات بديع الزمان الهمذاني - (ج 1 / ص 37) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 459) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17).

[6]- البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 44) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 209) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 359)  وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17).

[7]- زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 173) والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 42) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 368) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 281) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 373) و تراجم شعراء موقع أدب - (ج 88 / ص 175).

[8]- زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 173) والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 42) ولباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 53)  والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 281) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 273)  والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 127) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17).

[9]- جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 127) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 377).

[10]- محاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 259) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 282) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 49 / ص 108) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 377) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17) والبلاغة الواضحة بتحقيقي - (ج 1 / ص 2).

[11]- زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 206) وشرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 355)  والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 53) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 115) وشرح ديوان الحماسة - (ج 1 / ص 486) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 128) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 378)  وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17).

[12]- زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 206)  وشرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 355) والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 53)  و لباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 46)  وخزانة الأدب - (ج 1 / ص 104) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 128)  وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال