تقسيم طرفي التشبيهِ: باعتبارِ الإفرادِ والتركيبِ:
طرفا التشبيهِ، المشبَّهُ والمشبَّهُ به:
1- إمَّا مفردانِ مطلقانِ، نحو: ضوءُهُ كالشمسِ، وخدُّه ُكالوردِ.
أو مقيَّدانِ، نحو: الساعي بغيرِ طائل ٍ كالرَّاقمِ على الماءِ.
أو مختلفان،ِ نحو: ثَغرهُ كاللؤلؤِ المنظومِ، ونحو: العين ُالزرقاءُ كالسنانِ.
وإمَّا مركبانِ تركيباً لم يمكنْ إفرادُ أجزائهما، بحيثُ يكون المركَّبُ هيئةً حاصلةً من شيئينِ، أو منْ أشياءَ تلاصقتْ حتى اعتبرها المتكلِّمُ شيئاً واحداً، وإذا انتُزعَ الوجهُ من بعضِها دون بعضٍ، اختلَّ قصدُ المتكلِّمِ من التشبيهِ، كقول الشاعر[1]:
كأنّ سُهَيْلاً والنجومَ أمامَهُ -- يعارِضُها راعٍ وراءَ قَطِيع
إذا قيل: كأن سهيلا أمام، وكأن النجوم قطيعٌ، لذهبتْ فائدة ُالتشبيهِِ.
2- أو مركبانِ تركيباً إذا أُفردتْ أجزاؤهُ زالَ المقصودُ من هيئة ِ«المشبَّهِ بهِ» ،كما ترى في قول الشاعر الآتي حيثُ شبَّهَ النجومَ اللامعةَ في كبدِ السماءِ، بدرِّ منتثرٍ على بساطٍ أزرقَ.
وكأنَّ أجرامَ السماء لوامعا -- دررٌ نثرن على بساط أزْرق [2]
إذ لو قيلَ: كأنَّ النجومَ دُررٌ، وكأنَّ السماءَ بساطٌ أزرقُ، كان التشبيهُ مقبولاً، لكنهُ قد زالَ منه المقصودُ بهيئةِ المشبَّهِ به.
3- وإمَّا مفردٌ بمركبٍ: كقول الخنساء[3]:
أغرُّ أبلجُ تأتمُّ الهداة به ... كأنه علمٌ في رأسه نارُ
4- وإمَّا مركَّبٌ بمفردٍ، نحو: الماءُ المالحُ كالسُّمِّ.
واعلمْ أنهُ متى رُكِّبَ أحدُ الطرفينِ لا يكادُ يكون الآخرُ مفرداً مطلقاً، بل يكونُ مركباً، أو مفرداً مقيَّداً، ومتى كان هناك تقييدٌ أو تركيبٌ كان الوجهُ مركباً، ضرورةَ انتزاعه من المركَّبِ، أو من القيد والمقيَّد.
[1]- زهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 316) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 13).
[2]- نهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 2).
[3]- المصون في الأدب - (ج 1 / ص 3) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 157).
التسميات
علم البلاغة