معاني حروف الجر (لعل) و(مَا الزَّائدَةُ بعْدَ الجارِّ) و(واوُ رُبَّ وفاؤُها)

معاني حروف الجر:

لَعَلَّ:

لَعَلَّ: تكونُ حرفَ جرٍّ في لغة "عُقَيلٍ" وهي مبنيّةٌ على الفتح أو الكسر، قال الشاعر:
فَقُلْتُ ادْعُ أُخرَى وارفَعِ الصَّوْتَ جَهْرَةً + لَعَلَّ أَبي المِغْوارِ منْكَ قَريبُ

وقد يُقال فيها "عَلَّ" بحذف لامِها الأولى.
وهي حرفُ جرّ شبيهٌ بالزائد، فلا تتعلَّقُ بشيءٍ. ومجرورها في موضع رفعٍ على أَنه مبتدأ. خبرهُ ما بعدَه.
وهي عندَ غير "عُقَيل" ناصبةٌ للاسم رافعةٌ للخبر، كما تقدَّم.

مَا الزَّائدَةُ بعْدَ الجارِّ

قد تُزادُ "ما" بعدَ "من وعن والباء"، فلا تَكفُّهنَّ عن العمل، كقوله تعالى: {مِمّا خَطيئاتهم أُغرِقوا}، وقولهِ: {عَمّا قَليلٍ ليُصبحنَّ نادمينَ}، وقولهِ: {فَبما رَحمةٍ من الله لِنتَ لَهُم}.

وقد تُزادُ بعدَ "رُبَّ والكافِ" فيبقى ما بعدَهما مجروراً، وذلك قليلٌ، كقول الشاعر:
رُبَّما ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقيلٍ + بَيْنَ بُصْرى وَطَعْنَةٍ نَجْلاءُ
وقولِ غيره:
وَنَنْصُرُ مَوْلانا، ونَعْلَمُ أَنَّهُ + كمَا النَّاسِ، مَجْرومٌ عَلَيْهِ وجارِمُ

وإنما وجبَ أَن تكونا هنا عاملتينِ، غيرَ مكفوفتينِ، لأنهما لم تُباشِرا الجملة، وإنما باشرتا الاسم.
والأكثرُ أن تُكُفّهما "ما" عن العملِ، فيدخلان حينئذٍ على الجُمَلِ الاسميّة والفعليّة كقول الشاعر:
أَخٌ ماجِدٌ لَمْ يُخْزِني يَومَ مَشْهَدٍ + كمَا سَيْفُ عَمْرٍ ولَمْ تَخُنْهُ مَضارِبُهْ
وقولِ الآخر:
رُبَّما أَوْفَيتُ في عَلَمٍ + تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاتُ

والغالب على "رُبَّ" المكفوفةِ أَن تدخلَ على فعلٍ ماضٍ، كهذا البيت. وقد تدخلُ على فعلٍ مضارع، بشرط أن يكونَ مُتَحققَ الوقوع، فيُنزّلُ منزلة الماضي للقطع بحصولهِ، كقولهِ تعالى: {رُبَما يَودُّ الذينَ كفروا لو كانوا مُسلمينَ}. ونَدَرَ دخولها على الجملة الاسميّة، كقول الشاعر:
رُبَّما الْجَامِلُ المُؤَبَّلُ فيهِمْ + وعَناجيجُ بَيْنَهُنَّ المِهارُ

واوُ رُبَّ وفاؤُها:

قد تُحذَف "ربَّ"، ويبقى عملُها بعد الواو كثيراً، وبعد الفاء قليلاً، كقول الشاعر:
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، أَرْخى سُدُولَهُ + عَلَيَّ. بِأَنْواعِ الهُمومِ، لِيَبتَلي
وقولهِ:
فَمِثْلِكِ حُبْلى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ + فَألْهيْتُها عَنْ ذي تَمائِمَ مُحْوِلِ
أحدث أقدم

نموذج الاتصال