عاملُ الْمَفْعول المُطْلَق:
يعملُ في المفعولِ المُطلقِ أحدُ ثلاثةِ عواملَ: الفعلُ التام المتصرّفُ، نحو: "أتقِنْ عملَك إتقاناً"، والصفةُ المُشتقّةُ منهُ، نحو: "رأيتُهُ مُسرعاً إسراعاً عظيماً"، ومصدرُه، نحو: "فرحتُ باجتهادك اجتهاداً حسناً"، ومنه قوله تعالى: "إنَّ جهنمَ جحزاؤُكم جزاءً مَوفوراً".
أَحكامُ المفعولِ المطلَق:
للمفعول المطلق ثلاثةُ أَحكام:
1- أنهُ يجبُ نصبُه.
2- أنهُ يجبُ أن يقعَ بعدَ العامل، إن كان للتأكيد.
فإن كان للنَّوع أو العدَدِ، جاز أن يُذكرَ بعدَه أو قبله، إلا إن كان استفهاماً أو شرطاً، فيجبُ تَقدمُه على عاملهِ، كما رأيتَ في أمثلتهما التي تقدّمت. وذلكَ لأنَّ لأسماءِ لاستفهام والشرط صدرَ الكلام.
3- أنهُ يجوزُ أن يُحذَفَ عاملُهُ، إن كان نَوعيّاً أو عدديّاً، لقرينةٍ دالّةٍ عليه، تقولُ: "ما جلستَ"، فيقالُ في الجواب: "بَلى جُلوساً طويلاً، أَو جَلستينِ"، ويُقالُ: "إنك لا تعتني بعملك"، فتقولُ: "بلى اعتناءً عظيماً"، ويقال: "أيَّ سيرٍ سرتَ؟"، فتقول: "سيرَ الصالحينَ"، وتقول: لِمنْ تأهَّبَ للحجَّ: "حَجّاً مبروراً"، ولِمن قَدِمَ من سفَر: "قُدوماً مُباركاً" و "خيرَ مَقدَمٍ"، ولِمن يُعِدُ ولا يَفي: "مَواعيدَ عُرقوبٍ" من ذلك قولهم: "غضَب الخيل على اللُّحْم".
وأمّا المصدرُ المؤكدَ فلا يجوزُ حذفُ عامله، على الأصحَ من مذاهب النحاة، لأنه إنما جيء به للتَّقوية والتأكيد. وحذفُ عامله يُنافي هذا الغرض.
وما جِيء به من المصادر نائباً عن فعله (أي بدلاً من ذكر فعله)، لم يجُز ذركُ عامله، بل يحذفُ وجوباً، نحو:"سَقياً لكَ ورَعياً* صبراً على ذكرُ عامله، بل يحذفُ وجوباً، نحو: "سيقاً لكَ ورَعياً* صبراً على الشدائد* أتَوانياً وقد جَدَّ قُرناؤكَ؟* حمداً وشكراً لا كفراً* عجباً لك* وَيلُ الظالمين* تبّاً للخائنينَ* وَيْحَكَ* أنتَ صديقي حقاً".
قال الشاعر:
فَصبْراً في مجالِ الْمَوتِ صَبْراً -- فَما نَيْلُ الخُلودِ بِمُسْتَطاعِ
التسميات
نحو عربي