تُكسرُ همزةُ (إنَّ) وجوباً حيثُ لا يصحُّ أن يُؤَوّلَ ما بعدَها بمصدر، وذلك في اثنيْ عَشر موضعاً:
1- ان تقعَ في ابتداءِ الكلام، إمَّا حقيقةً، كقوله تعالى: {إنا انزلناهُ في ليلة القَدْرِ}، أو حُكماً، كقوله عَزَّ وجلَّ: {ألا إنَّ اولياءَ الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزَنون}.
وإن وقعتْ بعدَ حرف تنبيه، كألا، اوِ استفتاحٍ، كألا وأمَا، او تحضيضٍ كهَلاً، او رَدْعٍ، كَكَلاَّ، او جوابٍ، كنَعْم ولا، فهي مكسورةُ الهمزةِ، لانها في حكم الواقعة في الابتداء.
وكذا إن وقعت بعدَ (حتّى) الابتدائية، نحو: "مَرِضَ زيدٌ، حتى إنهم لا يَرجونه، وقَلَّ مالُه، حتى إنهم لا يُكلّمونه". والجملة بعدَها لا محلَّ لها من الاعراب لانها ابتدائيةٌ، او استئنافيّة.
2- أن تقعَ بعد (حيث) نحو: "اجلِسْ حيث إنَّ العلم موجود".
3- أن تقعَ بعد (إذْ) نحو: "جئتُكَ إذْ إنِّ الشمسَ تطلُعُ".
4- أن تقعَ صدرَ الواقعةِ صِلَةً للموصول، نحو: "جاء الذي إنه مجتهدٌ"، ومنهُ قولهُ تعالى: {وآتيناهُ من الكنوزِ ما إن مَفاتحَهُ لتَنوء بالعُصبةِ أولي القوَةِ}.
5- أن تقعَ ما بعدَها جواباً للقسَم، نحو: واللهِ، "انَّ العلمَ نورٌ"، ومنه قولهُ تعالى: {والقرْآنِ الحكيمِ، انكَ لَمنَ المُرسلينَ}.
6- أن تقعَ بعد القولِ الذي لا يَتضمَّنُ معنى الظنِّ، كقوله تعالى: {قال إني عبدُ اللهِ}، فان تَضمَّنَ معناهُ فُتحت بعدهُ، لأنَّ ما بعدَها مَؤوَّلٌ حينئذٍ بالمفعول به، نحو: "أتقولُ أن عبدَ الله يَفعلُ هذا؟"، أي: "أتظنُّ أنهُ يَفعلهُ؟".
7- أن تقعَ معَ ما بعدها حالاً، نحو: "جئتُ وإِنَّ الشمس تَغرُبُ"، ومنه قولهُ تعالى: {كما أخرجَكَ رَبُّكَ من بيتكَ بالحقِّ، وإنّ فريقاً منَ المُؤمنينَ لكارهون}.
8- أن تقعَ معَ ما بعدَها صفةً لما قبلها، نحو: "جاءَ رجلٌ إنه فاضل".
9- أن تقعَ صدرَ جملةٍ استئنافيَّةٍ، نحو: "يَزعُمُ فلانٌ أني أسأتُ اليهِ، إنه لكاذبٌ}. وهذهِ من الواقعة ابتداءً.
10- أن تقعَ في خبرِها لامُ الابتداء نحو: "علمتُ إنكَ لمجتهدٌ". ومنه قولهُ تعالى: {واللهُ يَعلمُ إنكَ لرسولُه، واللهُ يشهدُ إنَّ المُنافقينَ لكاذبون}.
11- ان تقعَ مع ما بعدَها خبراً عن اسم عين، نحو: "خليلٌ إنه كريمٌ" ومنه قولهُ تعالى: {إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا والصّابِئينَ والنَّصارى والمجُوسَ والذينَ اشركوا، إنَّ اللهَ يَفصِلُ بينهم يومَ بالقيامة}.
التسميات
نحو عربي