فعل المجاري النهرية.. تساقط الصخور والانزلاقات الأرضية على طول جوانب النهر الشديدة الانحدار وزيادة فعل النحت الرأسي والجانبي

فعل المجاري النهرية:
كان من المعتقد في القرن 19 أن المجاري النهرية قد نشأت بفعل مياه البحار والمحيطات المتسربة إلى اليابس المجاور، أو كنتيجة لحركات انكسارية نتج عنها تتبع هذه المجاري على طول هذه الصدوع.

أما في نهاية القرن 19 فقد تغيرت هذه الفكرة على يد كثير من العلماء أبرزهم وليم موريس دافيز، وأوضحوا أن المجاري النهرية تتكون نتيجة تجمع الأودية والمسيلات الجبلية في المناطق العليا ثم تتحد لتكون مجرى واحد عميق يأخذ اتجاهه صوب الانحدارات السفلية وقد يصب في النهاية في بحر أو بحيرة.

وكنتيجة لفعل هذه الروافد والمسيلات الجبلية السريعة التي تعرف باسم Gullies وكذلك تساقط الصخور والانزلاقات الأرضية على طول جوانب النهر الشديدة الانحدار وزيادة فعل النحت الرأسي والجانبي كل ذلك يؤدى إلى انخفاض سطح الأرض الأصلي وتراجع الأنهار ناحية منابعها العليا.

وفى النهاية يتكون سهول واسعة مستوية تعرف باسم السهول التحاتية بشرط أن تكون المنطقة مستقرة تكتونيا وإلا إذا تعرضت الأرض لحركات رفع أخرى فإنها تؤثر في حدوث دورة أخرى تبدأ عملها من جديد.

وتختلف ظاهرات سطح الأرض من مكان إلى آخر نتيجة ثلاثة عوامل أوضحها دافيز هي:
1- التركيب الصخري ونظام بناؤه.
2- عوامل التعرية.
3- مراحل النمو.

 وخرج دافيز بنظريته المشهورة والتي أطلق عليها الدورة الجغرافية Geographical Cycle أو الدورة التحتية  Cycle of Erosion.

وتبدأ هذه الدورة التحاتية كما يراها دافيز بحركة رفع تكتونية في سطح الأرض الأصلي، وقد تكون هذه الحركة سريعة أو تدريجية بطيئة.

وينجم عن هذه الحركة تكوين التواءات محدبة وأخرى مقعرة، وغالبا ما تمتد المجاري النهرية على طول هذه المقعران الطولية، وينصرف من أعالي المحدبات أنهار أخرى تمتد مع اتجاه مضرب الطبقات وتكون في العادة أنهارا نشيطة.

ونتيجة لتراجع هذه الأنهار النشطة فإنها تقوم بأسر أجزاء من مجارى أنهار أخرى وبالتالي يتغير الشكل العام للمنطقة.

 ثم تصل الأنهار إلى مرحلة متأخرة أطلق عليها مرحلة النضج وفيها يقل النحت الرأسي نتيجة ضعف التيار المائي، وقل انحدار المجرى وتتمكن الأنهار من تكوين سهول مستوية واسعة، وفى هذه الحالة تكون الأنهار قد أكملت دورتها التحاتية.

وقد تتميز منطقة ما بحدوث دورة تحاتية واحدة منتظمة، وقد يحدث في منطقة أخرى أن يحدث بها عمليات رفع تكتونية تغير من نظام الدورة وبالتالي لا تكتمل دورتها التحاتية التي بدأتها، وتكون بذلك ما يعرف بالدورة التحاتية الناقصة Partial Cycle أو تتعرض إلى أكثر من دورة تحاتية وتعرف باسم الدورات التحاتية المتعددة Multi Cycle.

وتتعدد الظاهرات الجيومورفولوجية خلال المراحل المختلفة للدورة التحاتية الكاملة Complete Cycle.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال