كاتدرائيات للتدريس في أوربا العصور الوسطى.. الاستفادة من تراث الحضارة الإسلامية ونقل هذا التراث إلى العالم الغربي والتراجع أمام النزاع بين البابوية والإمبراطورية



في أسبانيا اشتهرت مدرسة طليطلة ولم تلبث، بعد أن استولى عليها المسيحيون سنة 1085م، أن أصبحت المركز الطبيعي للاستفادة من تراث الحضارة الإسلامية ونقل هذا التراث إلى العالم الغربي.

ففي تلك المدينة عثر الأروبيون على مكتبة عربية ضخمة وعدد كبير من المستعربين الذين يعرفون العربية واللاتينية وعن طريق هؤلاء ومساعدة بعض اليهود تجمت كثير من المؤلفات الثمينة إلى اللاتينية.

أما كاتدرائيات ألمانيا وإيطاليا فلم تقم في القرن الثاني عشر مثل هذا النشاط العلمي كما في فرنسا وإسبانيا ذلك أن النزاع بين البابوية والإمبراطورية كان له أثره السيء على أحوال ألمانيا وإيطاليا.

فقد شغل أساقفة ألمانيا وإيطاليا بالمسائل السياسية ومناصرة البابوية أو الإمبراطورية رغم ذلك قام بعض الأساقفة بدور في النشاط العلمي مثل رومولد الثاني أسقف سالرفو وخريسولانوس رئيس أساقفة ميلان الذي اشتهر بأبحاثه اللاهوتية.