شرح وتحليل النص القرائي الأدب الاجتماعي لأحمد أمين - فيض الخاطر



شرح وتحليل النص القرائي الأدب الاجتماعي لأحمد أمين:

النص:

الأدب الاجتماعي ص- 118.
أعني به الأدب الذي يجب أن يتأدب به الفرد من حيث هو عضو في المجتمع، وعضو في أمة، فكل إنسان له شخصيتان: شخصية فردية، وعليه إزاءها واجبات فردية، وشخصية اجتماعية، وعليه إزاءها واجبات اجتماعية.

والإنسان تتوزعه عاطفتان: عاطفة حب ذاته، وعاطفة حب أمته. والشخص البدائي هو الذي ينظر إلى كل الأمور مراعيا شخصه فقط، والشخص الراقي هو الذي ينظر إلى ذاته وإلى أمته، ويعطي كلا حقوقه، بل هو إذا ارتقى جدا رأى خيره في خير أمته وخير أمته في خيره، وتوحد الأمران.

هذا الشعور بالواجبات الاجتماعية لا يخلق مع الإنسان يوم يولد، ولكن المجتمع الذي يولد فيه هو الذي يكونه، ويربي عنده شعوره بالأمة بجانب شعوره بذاته. وذلك بواسطة التربية في الأسرة، وفي المدرسة، وفي الحياة الخارجية في المجتمعات.

هنالك روح للمجتمع هي التي تسيطر على الفرد فتعلمه أن يحد من أنانيته وألا يقيس الأمور كلها بشخصه وهي التي تعلمه النظام والترتيب، وهي التي تمده بالقوة ليكبح جماح حبه الشديد لنفسه، وهي التي تمده بالمعاني السامية ليشعر بأمته ويغار عليها ويعمل لخيرها.

فإذا كان روح الأمة قوية استطاعت أن تطبع الأفراد بطابع قوي لخدمتها، والتفكير فيها، والعملي لخيرها، وإذا كانت روح الأمة ضعيفة قويت روح الأنانية في الأفراد ولم يفكروا في أشخاصهم.

لا علاج لهذا إلا التربية التي تشعر الفرد بمسؤوليته نحو مجتمعه.
هذا ضرب من ضروب الأدب الاجتماعي، وهو الشعور بحق الغير، ومنفعة الغير، ومراعاة شعور الغير، وهو معنى نحن في أشد الحاجة إليه اليوم.

لو نما هذا الشعور لوجدنا لدينا آلاف الجمعيات الناجحة للخدمة العامة. هذه تمد البائس الفقير، وهذه تربي الأطفال المشردين، وهذه تساعد المرضى، وهذه تثقف عقول الجاهلين، وهذه تعيين الطلبة العاجزين عن المصروفات الدراسية، وهذه لإسعاف المنكوبين. ولو نما هذا الشعور لرأيت كل فرد قادر يزكي عن قدرته العلمية أو المالية أو الخلقية بشيء من مقدرته لخدمة الهيئة الاجتماعية، استجابة لشعوره بواجبه لأمته.
أحمد أمين "فيض الخاطر" الجزء الثالث
الصفحة 210 وما بعدها (بتصرف)

نوعية النص:

مقالة أدبية فكرية تهتم بالمجال الاجتماعي.

صاحب النص:

أحمد أمين، كاتب مصري معروف له العديد من الكتب التاريخية والدينية والاجتماعية.

مصدر النص:

فيض الخاطر ص- 210 بتصرف.

اللغة:

  • الأانانية: حب النفس المفرط.
  • يكبح: يخفف من حدته.
  • جماح: إذا هم الرجل بفعل ما يريد دون رده عنه.

الفكرة العامة:

نعني بالأدب الاجتماعي ذلك الشعور الذي ينمو لدى الأفراد ويجعلهم يحسون بالغير ويدفعهم إلى نفعهم بقدراتهم المختلفة.

الأفكار الأساسية:

  • مفهوم الأدب الاجتماعي في نظر الكاتب يرتكز على دعامتين: تخويل الفرد لنفسه كل حقوقها، وشعوره وإحساسه بالآخر هذا الشعور بالواجبات مكتسب المحيط.
  • الدور الذي يلعبه المجتمع في تنمية الشعور بالواجبات الاجتماعية: العمل على تقوية الأمة وخدمة المجتمع، وقوة المجتمع من قوة الفرد.
  • دعوة الكاتب إلى تنمية الشعور بواجب الفرد نحو نفسه وأمته.

التركيب:

نستخلص من خلال النص مفهوم الأدب الاجتماعي وهو كما حدده الكاتب أن يعمل الفرد بما فيه مصلحته ومصلحة أمته ومجتمعه ويشعر بالغير ويعمل على تلبية حقوقه وحقوق الغير لأن خيره من خير أمته وقوته من قوة مجتمعه.
ويقر الكاتب أن التربية السليمة في البيت وفي المدرسة هي السبيل الأنجع لعلاج الأنانية والشعور بالغير والإحساس بالمسؤولية نحو نفسه ومجتمعه وهذا هو الأدب الاجتماعي.