تغييرات شمولية تكاملية لعملية التعليم والتعلم والتقييم.. التوازن في المناهج لصالح جرد أكبر للمواد العلمية والتقنية مطلوب في عصر يحرك عجلة تقدمه في الأساس العلم والنمو التكنولوجي

إن الركائز الأربع للتعليم التي اقترحتها اليونسكو منذ عشرة أعوام تظل صالحة للبدء بها وهي (تعلم لتعرف) و(تعلم لتعمل) و(تعلم لكي تتعايش) مع الآخرين و(تعلم لتكون) غير أن رأس الحربة الذي يجب أن يقود لكل العملية هو (تعلم لتكون) الذي يهيئ الفرد المستقل، المسؤول، المفجر لقدراته الذاتية من حيث التفكير العقلاني - التحليلي - التركيبي ومن حيث الخيال المبدع والإحساس بالجمال والتوق الروحي والتواصل الإنساني المتوازن والجسد القوي الصحي.

إن تلك الأنواع الأربعة ستتطلب تغييرات كبيرة في المناهج وأساليب التعليم والتقييم فالتوازن في المناهج لصالح جرد أكبر للمواد العلمية والتقنية مطلوب في عصر يحرك عجلة تقدمه في الأساس العلم والنمو التكنولوجي الخرافي.

والمهارات الاتصالية، من قراءة وكتابة وحديث واستماع، وبكفاءة عالية مطلوبة في عصر المعلوماتية وثورة الاتصالات، ومهارات التفكير الناقد والتقييم الموضوعي والحكم بتجرد ضروري في عصر تكتسحه ألاعيب الإعلانات والإعلام المضلل والإنهاك المتعمد للإنسان بإغراقه في بحور المعلومات وإبعاده عن عالم المعرفة.

وفي عالم تفجر المعرفة هناك حاجة قصوى إلى أساليب التعلم الذاتي وحل المشاكل. وأخيراً فان التقويم الذي لا يكون تشخيصياً - تكوينياً - أدائياً لا يكون فاعلاً في تحسين عملية التعلم ولا يقيس إلا المعلومات الاسترجاعية المتناثرة.

من الممكن أن يستمر الإنسان إلى ما لا نهاية في ذكر التحسينات والتغييرات المطلوبة، إذ المناسبة لا تسمح بذلك، لكني أود التذكير بأن تغييراً لا يترافق مع إجراء البحوث الضرورية، قبل وأثناء وبعد عملية التغيير، لن يكون بمنأى عن ممارسة التخمين والطحن من دون طحين. فالبحوث مطلوبة لقيادة التغيير وتعديل مساره وتقييمه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال