المواجهة الشاملة للأمية.. جهود متوازية وحاسمة في سد منابع الأمية الآتية من بقاء الملايين من الأطفال العرب خارج المدرسة أو بسبب تساقطهم المبكر

هناك سبعون مليونا من الأميين، أي حوالي ربع سكان الوطن العربي.
وأغلب الظن أن هذا العدد هو أكبر بكثير إذا عرفت الأمية تعريفا صارما.

في اعتقادي الشخصي أن مواجهة الأمية يجب ألا تقتصر على الجهود الحكومية، وإنما من خلال جهود مجتمعية شاملة، مركزة في فترة محددة تنتهي بانتهائها الأمية.

لقد جرب بعض البلدان تجييش طلبة الجامعات والثانويات ووضعت محو أمية عدد من المواطنين كشرط من شروط التخرج.
كما جربت دول أخرى تعبئة المتعلمين من أفراد جيوشها أو موظفي الدولة للإسهام في حملات مكافحة الأمية.

وبالطبع قام المجتمع المدني، وبتنسيق كامل مع المؤسسات الرسمية، بدور كبير في تعبئة المتطوعين من المواطنين إبان تلك الحملات.

لكن ذلك يحتاج الى قرارات سياسية على أعلى المستويات تعاني الأمة العربية عدم توافرها في كل المجالات بما فيها مجال التربية.

لكن تلك الجهود، إن لم تصاحبها جهود متوازية وحاسمة في سد منابع الأمية الآتية من بقاء الملايين من الأطفال العرب خارج المدرسة أو بسبب تساقطهم المبكر، فإنها لن تفيد شيئا.

فتجييش المجتمعات للقيام بمهمات وطنية أو إنسانية كبرى أمر بالغ الصعوبة وبالتالي لا يمكن أن يتكرر.
لكن مستقبل العرب سيكون مظلما، وستعيش الشعوب العربية على هامش التاريخ، إن لم يحسم هذا الموضوع.

ليس في موضوع التربية خفايا سحرية.
إن الطرق الى نظام معقول، بل ممتاز، معبدة وسالكة. لكن القرار بدخولها هو المشكلة، إذ انه مرتبط بالسياسة والاقتصاد وثقافة المجتمع.

ولما كانت الأرض العربية في حالة اهتزاز وغليان في وقتنا هذا فان كل احتمال وارد.
هناك احتمال الأمل وهناك احتمال اليأس والتردي. علينا أن نختار.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال