علم الشخص وعلم الجنس.. ما خُصص في أصل الوضع بفرد واحد فلا يتناول غيره من أفراد جنسه. ما تناول الجنس كلّه غير مختص بواحد بعينه

العلَمُ الشَّخصي: ما خُصِّصَ في أصل الوضع بِفردٍ واحدٍ، فلا يتناولُ غيرَهُ من أفراد جنسه: كخالدٍ وسعيدٍ وسعادَ.

ولا يَضره مشاركةُ غيرِهِ إيَّاهُ في التَّسمية، لانَّ المشاركة إنما وقعت بحسَب الإتفاق، لا بحسبِ الوضع. وقد سبقَ الكلامُ عليه.

والعَلم الجنسيُّ ما تناولَ الجنسَ كلَّهُ غيرَ مُختصٍّ بواحدٍ بعينهِ: كأسامةِ (عَلماً على الاسدِ)، وأبي جَعْدةَ (على الذئب)، وكسرى (على من مَلَكَ الفُرسَ)، وقيصرَ (على من ملكَ الرُّومَ)، وخاقان (على من ملكَ التُّركَ)، وتُبَّعٍ (على من ملك اليمنَ)، والنَّجاشي (على من ملك الحبشة)، وفِرْعَونَ (على من ملكَ القبطَ)، والعزيز (على من ملكَ مصرَ).

وهو يكونُ اسماً: كثُعالى، (للثَّعلب)، وذُؤالة، (للذئب). ويكونُ كُنيةً: كأمِّ عِرْيَطٍ (للعقربِ)، وأمِّ عامر (للضَّبُعِ)، وأبي الحارثِ (للأسد)، وأبي الحُصَين (للثَّعلبِ). ويكون لقباً: كالأخطلِ (للهِرِّ)، وذي النَّابِ (للكلب).

وقد يكونُ علماً على المعاني: كبرَّةَ (علماً على البِرّ) وفَجارِ على الفَجْرةِ، وكَيْسانَ (على الغَدرِ)، وأمِّ قَشْعمٍ (على الموت)، وأمِّ صَبورٍ (على الأمر الشديد)، وحَمادِ للمَحْمَدة، ويَسارِ (للمَيسرة).

(وعلم الجنس نكرة في المعنى، لانه غيرُ مختص بواحد من افراد جنسه كما يختصُ علم الشخص. وتعريفُه انما هو من جهة اللفظ، فهو يعامل معاملة علم الشخص في أحكامه اللفظية والفرق بينهما هو من جهة المعنى، لان العلم الشخصي موضوع لواحد بعينه، والموضوع الجنسي موضوع للجنس كله.

أما من جهة اللفظ فهو كعلم الشخص من حيث أحكامه اللفظية تماماً، فيصح الابتداء به مثل: "ثعالة مراوغ"؛ ومجيء الحال منه، مثل: "هذا أسامة مقبلا".

ويمتنع من الصرف إذا وجد مع العلمية علة أُخرى، مثل: "ابتعد من ثعالة".
ولا يسبقه حرف التعريف؛ فلا يقال: "الأسامة"، كما يقال: "الأسد".
ولا يضاف، فلا يقال: "أسامة الغابة"؛ كما تقول: "أسد الغابة".
وكل ذلك من خصائص المعرفة. فهو بهذا الإعتبار معرفة.

والفرق بينه وبين اسم الجنس النكرة، أن اسم الجنس نكرة لفظاً ومعنى.
أما معنىً فلعدم اختصاصه بواحد معين، وأما لفظاً فلانه تسبقه "أل" فيعرف بها، ولانه لا يبتدأ به ولا تجيء منه الحال.

وأما علم الجنس فهو نكرة من حيث معناه، لعدم اختصاصه، معرفة من حيث لفظه، فله أحكام العلم اللفظية كما قدمنا.

ولا فرق بينه وبين المعرف بأل الجنسية من حيث الدلاة على الجنس برمته، ومن حيث التعريف اللفظي، تقول: "أسامة شجاع، كما تقول: "الاسد شجاع"، فهما نكرتان من جهة المعنى، معرفتان من جهة اللفظ.

فعلم الجنس عند التحقيق كالمعرف بأل الجنسية من حيث المعنى والإستعمال اللفظي).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال