دوافع الجود عند الجاهليين:
1- كسب القوة والمكانة المرموقة:
يصف الشعراء الجود على أنه وسيلة للحصول على القوة والمكانة المرموقة ،ولكسب الحمد والشكر.
1- كسب القوة والمكانة المرموقة:
يصف الشعراء الجود على أنه وسيلة للحصول على القوة والمكانة المرموقة ،ولكسب الحمد والشكر.
وهذا حاتم الطائي يذكر أنه لولا إنفاقه أمواله لما أصبح سيدا:
يقولون لي أهلكت مالك فاقتصد -- وما كنت لولا ما يقولون سيدا
أما حبيب الأعلم الهذلي فيشير إلى دروب السيادة الشاقة، التي تتلخص في بذل الأموال، التي يضن بها البخيل:
وأن السيـد المعلوم منا -- يجود بما يضن بها البخيل
وأن سيادة الأقوام فاعلم -- لها صعداء مطلعها طويل
2- فعل الخير ابتغاء وجه الله:
ويذكر بعض ا لشعراء أحيانا دافعا دينيا عندما يذكرون أن العطاء يكون ابتغاء لله، كقول حاتم الطائي:
ولكنّما يبغي به الله وحده -- فأعط فقد أربحت في البيعة الكسبا
أما أخت النضر بن الحارث، فتذكر إلى جانب ابتغاء الإله فعل الخير عندما تشير إلى عطاء أخيها، قائلة:
الواهب الألف لا يبغي به بدلا -- الا الإله ومعروفا بما اصطنعا
3- الاحتفاظ بالذكر الحميد، ووقاية العرض والنسب:
يفخر الشعراء غالبا أنهم يحمون ذكرهم بجودهم، ويطلبون من الآخرين أن يفعلوا مثيلهم، وهكذا فإن الشاعر هو الذي يصوغ المعايير الأخلاقية للمجتمع، ويقوم بمراقبتها:
أ)- يعبر الشعراء عن دوافع حماية الذكر الحميد بالإشارة إلى أنهم يجعلون أموالهم تقي عرضهم، وهذا حاتم الطائي يقول: "وأجعل مالي دون عرضي"، "وأجعل مالي دون عرضي جنة لنفسي" ويخاطب عاذلته أن تدعه، ليجعل ماله وقاية لعرضه قبل أن يتفرق".
والمثقب العبدي يجعل المال لعرضه جنة، وذو الإصبع العدواني يجعل ماله "دون الدنا غرضا" والكلحبة اليربوعي يبذل ماله حماية لعرضه، وزهير بن أبي سلمى يدلي برأيه في حكمه صائبة قائلا:
ومن يلتمس حسن الثناء بماله -- يصن عرضه من كل شنعاء موبق
ومن يلتمس حسن الثناء بماله -- يصن عرضه من كل شنعاء موبق
ب)- يبين بعض الشعراء أن أموالهم المعطاة تحمي أحسابهم أيضا ، فعبيد بن الأبرص يرى أن قومه يجعلون "المال جنة الأحساب" وسوار بن المضرب يدافـع عن حسبـه بذبـه الـذم عن حسبه والحـادرة يفتخـر بقـومـه ، فيقول:
ونقي بآمن مالنا أحسابنا -- ونجر في الهيجا الرماح وندعي
4- إنفاق الأموال حتى لا تؤول إلى ورثة، قد تكون سببا في خلافهم - كما يحدث في أيامنا أحيانا - فلا يحمدون جامعها، الذي شقي وكد في سبيلها، قال حاتم:
أهن في الذي تهوى التلاد فإنه -- يصيـر إذا مـا مـت نهبا مقسمــا
ولا تشقين فيه، فيسعـد وارث -- به حين نحشى أغبر الجوف مظلمــا
يقسمه غنما ويشري كرامــه -- وقد صرت في خط من الأرض أعظما
قليلا به ما يحمدنــك وارث -- إذا سـاق ممـا كنـت تجمـع مغنما
أهن في الذي تهوى التلاد فإنه -- يصيـر إذا مـا مـت نهبا مقسمــا
ولا تشقين فيه، فيسعـد وارث -- به حين نحشى أغبر الجوف مظلمــا
يقسمه غنما ويشري كرامــه -- وقد صرت في خط من الأرض أعظما
قليلا به ما يحمدنــك وارث -- إذا سـاق ممـا كنـت تجمـع مغنما
التسميات
قيم إنسانية في الشعر الجاهلي