إن الضيافة والجود من الفضائل الأساسية في المجتمع العربي القديم، لذلك عدت الضيافة فضيلة بارزة لديه، وبرزت في الشعر الجاهلي على أنها الفضيلة الأهم .
إن الأسباب التي دعت إلى وجود الضيافة والجود لدى القبائل البدوية متعلقة بالبيئة الخارجية، والبنية الاجتماعية للمجتمع القبلي، والحالة الاقتصادية، لأن ظروف مجتمع ما هي التي تحدد فضائله وعيوبه.
وفي شبه الجزيرة العربية لم تكن هناك قوة مركزية، كالمؤسسات الرسمية التي تعنى بالفقراء والمحتاجين، وإنما سادت مجتمعات قبلية كانت مستقلة، وكان لكل مجتمع قبلي بنيته الاجتماعية الخاصة به، لذا فإن الطبقة العليا في المجتمع القبلي تعهدت أن تساعد الفقراء، وإلا فإنها تفقد هيبتها وقوتها لقيادة القبيلة.
وقد حدد معاوية بن مالك مهمات الطبقة العليا في المجتمع القبلي، وكان للضيافة والجود دور بارز بينها.
نعطي العشيرة حقها وحقيقها -- فيها ونغفر ذنبها ونسود
وإذا تحملنا العشيـرة ثقلهـا -- قمنا به وإذا تعود نعـود
نعطي العشيرة حقها وحقيقها -- فيها ونغفر ذنبها ونسود
وإذا تحملنا العشيـرة ثقلهـا -- قمنا به وإذا تعود نعـود
ويقول أيضا:
رأيت الصدع من كعب فأودى -- وكان الصدع لا يعد ارتئابا
فأمسى كعبها كعبـا وكانـت -- من الشنآن قد دعيت كعابا
حملت حمالة القرشـي عنهم -- ولا ظلما أردت ولا اختلابا
أعود مثلها الحكمـاء بعـدي -- إذا ما الحق في الأشياع نابا
سبقت بها قدامـة أو سميـرا -- ولو دعيا إلى مثـل أجـابا
التسميات
قيم إنسانية في الشعر الجاهلي