بداية الزيدية في اليمن.. تأسيس الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي الدولة الزيدية في صعدة ومحاربة القرامطة الباطنية

أول من أدخل المذهب الزيدي إلى اليمن الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، المعروف بالهادي, في نهاية القرن الثالث الهجري. وقد استطاع الهادي أن يقيم دولة له في صعدة شمالي اليمن. فكان المؤسس الأول للدولة الزيدية، وكان عالما فقيها مجتهدا، ومعه دخل المذهب الاعتزالي الذي أصبح لصيقاً بالزيدية إلى اليمن. وهو من أحفاد الحسن بن علي. ولد بالمدينة ورحل إلى اليمن سنة 280هـ, فوجدها أرضاً صالحة لبذر آرائه الفقهية. استقر في صعدة وأخذ منهم البيعة على إقامة الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطاعة في المعروف. بدأ الإمام الهادي حركته الإصلاحية بلم الشمل والقضاء على الفرقة والاختلاف, حتى استطاع أن يحكم معظم أنحاء اليمن وجزءاً من الحجاز.
خاض الزيدية خلال تاريخهم حروباً عديدة مع القرامطة الباطنية. استمر حكم اليمن بيد أولاد الهادي وذريته حتى قيام الثورة اليمنية سنة 1382هـ (1962م)، وهي أطول فترة حكم في التاريخ لآل البيت حيث دام أحد عشر قرناً. تشير بعض المصادر إلى تقدير نسبة الزيدية بـ 45% من سكان الجزء الشمالي من اليمن، ويتركزون في المحافظات الشمالية. أما اليمن الجنوبي فأهله من السنة الشافعية.
فدولة الهادي "الزيدية" فقد استمر بقاؤها في اليمن قرابة 11 قرنا، عاشت خلالها فترات اتساع شملت مناطق عديدة من اليمن، وفترات انكماش ضاقت فيه إلى حدود انطلاقتها في صعدة. كما أنها شهدت صراعا داخليا بين الأئمة، وصراعا خارجيا مع دولة الخلافة أو دويلات أخرى مجاورة. ولم تنعم دولة الأئمة بفترة استقرار طويلة بل كانت منهكة بالحروب الداخلية والخارجية! وانتهت دولة الزيديين بإعلان الجمهورية العربية اليمنية في 26 سبتمبر 1962م.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال