البنيوية التكوينية أو التوليدية عند لوسيان جولدمان.. دراسة الكيفية التى تتولد بها هذه الأبنية العقلية الجماعية التى تعبر عنها النصوص الأدبية

المقصود بمصطلح البنيوية التكوينية أو التوليدية أن "جولدمان" يهتم بالبنية الشكلية للأعمال الأدبية التى تكشف عن رؤية العالم أكثر من اهتمامه بمضمون الرؤية نفسها، كما تكشف "التوليدية" عن اهتمام "جولدمان" بدراسة الكيفية التى تتولد بها هذه الأبنية العقلية الجماعية التى تعبر عنها النصوص الأدبية.
وإذا كان إسهام لوكاتش الأساسى هو تطويره لمفهوم الوعى الممكن فى مقابل وعي الطبقة، فإن "جولدمان" أشار إلى المبدأ الثاني وهو الوعي الجمعي الذي ينقسم عنده إلى نوعين: الوعي بالحاضر والوعي بالممكن.
ويعتمد "جولدمان" فى مفهومه لرؤية العالم على أن الوعي حين يصل إلى حالة من التماسك والوضوح، فإنه يصير رؤية العالم التي تمثل رؤية شاملة للمجتمع من نتاج طبقة اجتماعية معينة، تلك الرؤية التى تعبر عن القوى المستقبلية فى المجتمع.
ولعل ما ذهب إليه جولدمان فى فكره النقدي والجمالي هو نفسه ما ردده شارل لالو، وهربرت ريد، وهيبوليت تين فى نظرتهم للفن، ولكنه يستكمل ما سبقه من جهود فى تحليله للوقائع البشرية باعتبارها أجوبة لذات فردية، وبالتالي تعبر عن ذات اجتماعية، وتشكل هذه الوقائع فى جملتها محاولة لتعديل الوضع الحالي للمجتمع الإنساني على نحو يتلاءم مع طموحاتها ويستخلص جولدمان من هذا أن كل سلوك وكل حدث يمتلك طابعاً ذا دلالة ويكون عمل الباحث هو الكشف عن هذه الدلالة خلال عمله.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال