هناك بعض التحليلات تفسِّر استمرار التمرد بأن الحكومة اليمنية نفسها كانت تريد في أول الأمر للموضوع أن يستمر! والسبب في ذلك أنها تعتبر وجود هذا التمرد ورقة ضغط قوية في يدها تحصِّل بها منافع دولية، وأهم هذه المنافع هي التعاون الأمريكي فيما يسمَّى بالحرب ضد الإرهاب، حيث تشير أمريكا إلى وجود علاقة بين تنظيم القاعدة وبين الحوثيين، وهذا احتمال بعيد لكون المنهج الذي يتبعه تنظيم القاعدة مخالف كُلِّيةً للمناهج الاثنى عشرية، ومع ذلك فأمريكا تريد أن تضع أنفها في كل بقاع العالم الإسلامي، وتتحجج بحججٍ مختلفة لتحقيق ما تريد، واليمن تريد أن تستفيد من هذه العلاقة في دعمها سياسيًّا واقتصاديًّا، أو على الأقل التغاضي عن فتح ملفات حقوق الإنسان والدكتاتورية وغير ذلك من ملفات يسعى الغرب إلى فتحها. وإضافةً إلى استفادة اليمن من علاقتها بأمريكا فإنها ستستفيد كذلك من علاقتها بالمملكة، حيث تسعى المملكة إلى دعم اليمن سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا لمقاومة المشروع الشيعي للحوثيين، واستمرار المشكلة سيوفِّر دعمًا مطَّردًا لليمن، ولعل الدعم لا يتوقف على المملكة، بل يمتد إلى قطر والإمارات وغيرها. فدولة كالمملكة لا تحتمل وجود جماعة شيعية قوية على حدودها الجنوبية، كما هو حال حزب الله في جنوب لبنان مع الفارق، الأمر الذي يتطلب سرعة احتواء هذه المشكلة قبل أن تتحول إلى شوكة في خاصرتها قد تنفذ مع الوقت إلى العمق حيث البيئة الملائمة بالانتظار!.
التسميات
حوثيون