الحديث عن حركة الحوثي تلتقي فيه عوامل الدِّين والتاريخ والجغرافيا، فباعتبارها حركة سياسية ذات بعد مذهبي يظل تناولها بعيدا عن هذه الجوانب مبتورا وخارج الإطار الطبيعي لفهم الحقيقة كاملا. فاليمن من أقدم البلدان التي شهدت مولد الحضارات الإنسانية منذ وجود البشرية على وجه البسيطة. وقد حكى لنا القرآن الكريم في ثنايا الحديث عن الرسالات السماوية عن عاد وهي من الحضارات الأولى التي نشأت عقب طوفان نبي الله نوح عليه السلام. قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَة)، والحديث موجه لعاد على لسان هود عليه الصلاة والسلام. وكانت مساكنهم في الأرض في مكان يطلق عليه (الأحقاف)، وهي تقع شمالي هضبة حضرموت امتدادا إلى عُمان على الأشهر والأظهر من الأقوال. وعليه فإن اليمن كما جزيرة العرب تُعدُّ من أقدم البلدان التي سُكِنت وقامت فيها أشكال من التجمعات البشرية، وهذا يعود إلى طبيعة أرضها ووفرة مياهها وحسن مناخها. وكما هي الحال، فقد تعاقبت على اليمن عصور من التوحيد والإيمان وعصور من الشرك والكفر. وظهرت فيها الوثنية وعبادة النجوم والكواكب والشمس والقمر. وقد حكى لنا القرآن الكريم كيف أنَّ اليمن في عهد نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم كانت تعيش في جاهلية الشرك.
التشيع مذهب واحد، بعضه يؤدي إلى بعض. بدأ التشيع في إيران زيدياً ثم ترقى إلى مراتب الرفض عبر الصفويين. أما في اليمن فقد حولوا الزيدية إلى الهادوية ثم إلى جارودية رافضية.
وحيث أنه لم يكن للاثنى عشرية ظهور بارز في اليمن قبل الثورة، فإن النظام الجمهوري الناشئ لم يحمل موقفا أيديولوجيا تجاه هذا الفكر وهذا المذهب. كما أنه لم تكن في ذلك التاريخ (1962م) دولة تمثل هذا الفكر على كوكب الأرض أصلاً. فدولة الملالي في إيران ظهرت عام 1979م بعد القضاء على الحكم الملكي (الشاهنشاهي) الفارسي المتمثل في أسرة آل بهلوي والذي كان بدوره حكما علمانيا.
ومع قيام الثورة الإيرانية المنتسبة للإسلام، رحب اليمن الشمالي بها، وأرسل وفدا للتهنئة بقيامها. إلا أن هذا الترحيب الرسمي بهذه الثورة سرعان ما تحول مع قيام الحرب بين إيران والعراق إلى رفض ونبذ. حيث وقفت القيادة السياسية إلى جانب العراق، وأعلنت عن موقفها المساند له، وقدمت له بعض المعونات وشاركت بمجندين وخبرات عسكرية إلى جانب العراق في حربه مع إيران. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من الزعامات العربية القليلة التي زارت ميادين المعركة في حينه.
ولم تكن اليمن نشازا من بين الدول العربية في موقفها هذا. فقد انحازت كل الدول العربية لطرف العراق، لأنه حامي حمى القومية بالنسبة للقوميين والمدافع عن الخليج بالنسبة لليبراليين؛ وكانت أعين الخميني حينها تتطلع بنهم إلى القطعة الخليجية الدسمة.
استمر الموقف اليمني المساند للعراق حتى نهاية الحرب في أواخر الثمانينات، هذا الموقف بالطبع سُجل على اليمن، وظل محفورا في ذاكرة القيادة الاثنى عشرية في إيران، وهي التي لا تنسى المظلوميات التاريخية!.
غير أن اليمن رغم موقفها ذلك، لم تقطع علاقاتها بإيران، ولم تتخذ أي تدابير أمنية بشأن أي ممارسات للوجود الإيراني المتمثل في السفارة الإيرانية بصنعاء، والوافدين إليها من طهران. فلم يكن هنالك شيء لافت للانتباه على السطح، وظنت اليمن أنها في مأمن مما يجري بين إيران والعراق. غير أن الحقيقة كانت غير ذلك!. فهناك من يشير إلى وجود تبشير ونشاط شيعي مستخف في اليمن خلال فترة الثمانينات. وهذا الأمر أكده نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي، في كلمته أمام مجلس النواب في يونيو 2008م.
التشيع مذهب واحد، بعضه يؤدي إلى بعض. بدأ التشيع في إيران زيدياً ثم ترقى إلى مراتب الرفض عبر الصفويين. أما في اليمن فقد حولوا الزيدية إلى الهادوية ثم إلى جارودية رافضية.
وحيث أنه لم يكن للاثنى عشرية ظهور بارز في اليمن قبل الثورة، فإن النظام الجمهوري الناشئ لم يحمل موقفا أيديولوجيا تجاه هذا الفكر وهذا المذهب. كما أنه لم تكن في ذلك التاريخ (1962م) دولة تمثل هذا الفكر على كوكب الأرض أصلاً. فدولة الملالي في إيران ظهرت عام 1979م بعد القضاء على الحكم الملكي (الشاهنشاهي) الفارسي المتمثل في أسرة آل بهلوي والذي كان بدوره حكما علمانيا.
ومع قيام الثورة الإيرانية المنتسبة للإسلام، رحب اليمن الشمالي بها، وأرسل وفدا للتهنئة بقيامها. إلا أن هذا الترحيب الرسمي بهذه الثورة سرعان ما تحول مع قيام الحرب بين إيران والعراق إلى رفض ونبذ. حيث وقفت القيادة السياسية إلى جانب العراق، وأعلنت عن موقفها المساند له، وقدمت له بعض المعونات وشاركت بمجندين وخبرات عسكرية إلى جانب العراق في حربه مع إيران. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من الزعامات العربية القليلة التي زارت ميادين المعركة في حينه.
ولم تكن اليمن نشازا من بين الدول العربية في موقفها هذا. فقد انحازت كل الدول العربية لطرف العراق، لأنه حامي حمى القومية بالنسبة للقوميين والمدافع عن الخليج بالنسبة لليبراليين؛ وكانت أعين الخميني حينها تتطلع بنهم إلى القطعة الخليجية الدسمة.
استمر الموقف اليمني المساند للعراق حتى نهاية الحرب في أواخر الثمانينات، هذا الموقف بالطبع سُجل على اليمن، وظل محفورا في ذاكرة القيادة الاثنى عشرية في إيران، وهي التي لا تنسى المظلوميات التاريخية!.
غير أن اليمن رغم موقفها ذلك، لم تقطع علاقاتها بإيران، ولم تتخذ أي تدابير أمنية بشأن أي ممارسات للوجود الإيراني المتمثل في السفارة الإيرانية بصنعاء، والوافدين إليها من طهران. فلم يكن هنالك شيء لافت للانتباه على السطح، وظنت اليمن أنها في مأمن مما يجري بين إيران والعراق. غير أن الحقيقة كانت غير ذلك!. فهناك من يشير إلى وجود تبشير ونشاط شيعي مستخف في اليمن خلال فترة الثمانينات. وهذا الأمر أكده نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي، في كلمته أمام مجلس النواب في يونيو 2008م.
التسميات
حوثيون