من الواضح أن المشكلة التي أراد أنصار النظريات التكنولوجية للتربية حلها تكمن فيما يلي: كيف نُؤَجْرِئ وننظم العمليات التربوية حتى تصير ذات فعالية؟
يمكن أن نستخلص من هذا المنظور أن هذه النظريات تتناول العلاقة بين النظرية والتطبيق، وهي تعتبر قابلة للتطبيق في جميع مجالات الشعب والمواد الدراسية.
ويؤكد أنصار هذه النظريات أن التكنولوجيا قادرة بصفة عامة على حل المشكلة التطبيقية، بل أدهى من ذلك، نجد أن هناك طريقة عامة وواحدة لتحسين التعليـم هي استعمال التكنولوجيا.
ويحدد أتباع تكنولوجيا التربية خطوات الهندسة البيداغوجية كما يلي: في البداية يهتم الأستاذ:
1- بتنظيم السيرورة التعليمية، فهو يحاول في بداية الأمر أن يتعرف على الأهداف التعليمية ويرتبها حسب الصنافات المختلفة المعمول بها.
2- بعد تعرفه على الأهداف التي يسعى إلى بلوغها، يقوم بتحديد العناصر الضرورية (مثلا: الجماعات، النصوص، الوثائق السمعية- البصرية، الحاسوب...) انطلاقا من الأهداف التي سبق له شرحها بكل وضوح.
3- يجمع معطيات حول خصائص التلاميذ (ملامح التعلم، المعارف، الحوافز...).
4- يقوم بتغيير أهدافه وفقا للوضعية التعليمية ولمستجداتها.
5- يدرس الوسائل التعليمية التي بحوزته والإكراهات التي سيأخذها بعين الاعتبار.
6- يحدد الآليات التي تسمح له بتقويم نتائج التعلم، وباستثمار المعلومات التي تمكنه منها عملية التقويم؛ من أجل تغيير نظام نسقه إذا دعت الضرورة.
هكذا، يكون الأستاذ قد بنى نظاما إجرائيا للتعليم وللتعلم. ويتوقف هذا البناء بدرجة عالية على تنظيم الوسائل التعليمية وعلى تحديد الأهداف.
وإذا كان للتنظيم أهمية بالغة في العملية التعليمية التي تسعى إلى الفعالية وإلى تحسين التعليم، فبلوغ الأهداف يتوقف على مدى التحكم في تنظيم الوسائل التعليمية وعلى أجرأتها.
التسميات
تكنولوجيا التعليم