قيمة الوفاء للجار في شعر بن زهير المازني وحاجب بن زرارة.. الاقتران بالشجاعة التي تجعله قادرا على حماية الجار والوفاء له

يؤكد الشعر أن قيمة الوفاء للجار قد ترسخت في نفوس كثير من العرب، حتى بلغت لديهم منزلة تربو على منزلة الأهل والقوم، فأضحت هذه النزعة الخلقية لديهم أقوى من النزعة العصبية.

فمن ذلك ما ورد من أن وفاء بن زهير المازني قتل أخاه قيسا، لأنه غدر بجار لهما، وقضى عليه، وقد صور ما كان من مناشدة أخيه له، وتذكيره برابطة الدم التي تربطهما، في قوله:
يناشدنـي قيـس قرابـة بينـنا -- وسيفي بكفي وهو منجرد يسـعى
غدرت فما بيني وبينك  ذمـة -- تجيرك من سيفي ولا رحم ترعى
سأرخص عني ما فعلت بضربة -- عقيم البـدي لا تكـر ولا تثـني

وإذا كانت تلك مكانة الجوار لدى الإنسان العربي، فلا غرابة أن يعدها في شعره من أبرز المفاخر التي يزهو بها؛ إذ تقترن لديه بالشجاعة التي تجعله قادرا على حماية الجار والوفاء له.

وهذا ما عبر عنه تعبيرا واضحا حاجب بن زرارة، مخاطبا الحارث بن ظالم في قوله:
لعمر أبيك الخير يا حارِ إنني -- لأمنع جـارا مـن كليب بن وائل
وقد علم الحـي المعـدي أننا -- على ذاك كنا في الخطوب الأوائل
وأنا إذا ما خاف جار ظلامة -- لبسنـا لـه ثوبـي وفـاء ونائل
أحدث أقدم

نموذج الاتصال