لعل المعلقات سميت بهذا الاسم لنفاستها أخذا من كلمة العلق بمعنى النفيس. ويقال: إن أول من رواها مجموعة في ديوان خاص بها حماد الراوية، وهي عنده سبع: لامرئ القيس، وزهير، وطرفة، ولبيد، وعمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة، وعنترة.
ونراها عند أبي زيد القرشي سبعا أيضا، بيد أنه أسقط اثنين من رواية حماد هما: الحارث بن حلزة، وعنترة، وأثبت مكانهما الأعشى والنابغة.
وعرفت هذه القصائد بتسميات مختلفة، منها: السبع الطوال، والسبعيات، والمشهورات، والمذْهَبات، والمذهّبات، والسموط.
وتعد هذه القصائد على اختلاف تسمياتها من روائع الشعر العربي القديم، إن لم تكن أروعه. ويبدو أن حمادا قد راعى في اختيارها مجموع قضايا وأمور مهمة، منها:
جودتها الشعرية: التي تمثل البناء الفني العام للقصيدة العربية القديمة، وانتماءاتها القبلية، فهي ليست لشعراء ينتمون إلى قبيلة واحدة، بل إلى مجموعة قبائل عربية.
فامرؤ القيس من كندة، وزهير من مزينة، ولبيد من بني عامر، وطرفة من بكر، وعنترة من بني عبس، عمرو بن كلثوم من تغلب، والحارث بن حلزة من بني يشكر، وقد أضاف إليهما ابن النحاس قصيدتين، واحدة للنابغة من بني ذبيان، والأخرى للأعشى الكبير من بني بكر بن وائل، وزاد التبريزي قصيدة عاشرة لـِ عبيد بن الأبرص من بني أسد.
لذلك أقبل على شرحها غير واحد من علماء اللغة والنحو والأدب، لأنها حققت ما يشبه التآلف القبلي الذي جعلها شائعة أكثر من غيرها في حلقات الدرس والمناظرات، والتذوق الشعري، بوصفها مثالا رائعا لأصالة الشعر العربي القديم،ت. مثل نقاء اللغة العربية وصفاءها قبل أن يتسرب إليها اللحن، فضلا عن أنها تمثل سبع، أو تسع، أو عشر شخصيات أسلوبية.
فلكل قصيدة أسلوبها الذي تنفرد به من حيث الدلالة، والتعبير، والمضمون، والصور الشعرية، وإذا شئنا من حيث فضاؤها الشعري ومناخها الفني، مع أنها تشترك في الأغلب بخصائص موسيقية شعرية عامة، تتجلى بنضج نظامها العروضي المتقن، الملتزم بالقافية الموحدة والوزن الواحد.
التسميات
مصادر الشعر الجاهلي