اعتمد العرب في حفظ الشعر الجاهلي، منذ عصر إنشاده إلى عصر تدوينه على الرواية الشفوية، وقد ساعدهم على ذلك ذاكرة فردية وجماعية قوية، وملكات قادرة على الحفظ والاستيعاب.
فقد كانت الرواية القناة الواسعة التي تدفق من خلالها الشعر الجاهلي قرونا طويلة، مما دفع كثيرا من الباحثين إلى إنكار سواها، فهذا إبراهيم عبد الرحمن يقول: "كانت الرواية الشفوية وسيلة الجاهليين إلى رواية أشعارهم وحفظها، وعن طريق هذه الرواية وحدها وصل إلينا قدر كبير من قصائده ومقطعاته".
معنى الرواية: إن كلمة "رواية" وفق مدلولها اللغوي القديم، الوارد في المعجمات العربية تعني الحيوان الذي يحمل الماء.
ولم تقتصر الغاية على الدّواب، كالجمال وغيرها، بل تعدّت إلى الإنسان، فصار الشخص الذي يحمل الماء يعرف بالراوية أيضا، وكذلك المزادة المصنوعة من الجلد أو القماش، عرفت بالرّاوية عندما تكون مملوءة بالماء.
وهذه كلها تجمع على (روايا)، فلما صارت كلمة راوية تطلق على حامل الشعر، ميزوا جمعها، فقالوا: رواة، وهي تعني كل شخص يحفظ شعرا وينشده، أو يلازم شاعرا ويحمل عنه شعره، ثم تطور المصطلح بعد ذلك إلى غير الشعر من فنون النشاط الذهني.
التسميات
رواية الشعر الجاهلي