كانت الرواية في العصر الجاهلي الوسيلة المهمة لنشر الشعر، وإذاعته، وحفظه، فما يكاد شاعر يلقي قصيدته حتى تنتشر في الآفاق، وتذيع بين النّاس.
وقد عبّر عن سرعة انتشار الشعر بين الناس كثير من شعراء ذلك العصر، منهم عميرة بن جُعَل، الذي هجا قومه ثم ندم، ولكن ماذا يفعل، وهو غير قادر على رد هذا الشعر، قال:
ندمت على شتم العشيرة بعدما -- مضت واستتبت للرواة مذاهبه
فأصبحت لا أستطيع دفعا لما مضى -- كما لا يردّ الدرّ في الضرع حالبه
ندمت على شتم العشيرة بعدما -- مضت واستتبت للرواة مذاهبه
فأصبحت لا أستطيع دفعا لما مضى -- كما لا يردّ الدرّ في الضرع حالبه
وصور المسيب بن علس سرعة نفاذ شعرهم في أرجاء الجزيرة، فقال:
فلأهدين مع الرياح قصيدة -- مني مغلغلةً إلى القعقاع
ترد المياه فما تزال غريبةً -- في اليوم بين تمثل وسماع
التسميات
رواية الشعر الجاهلي