إذا ما أمعنا النظر فى الأهداف التربوية للجغرافيا، فى ضوء هذه التغييرات التى طرأت على نظامها المعرفي والتحولات التى آلت إليها، لاتجهنا إلى تحديد أهداف تعليمية وتربوية خلاف تلك الأهداف التقليدية التى تتضمنها وثائق المنهج. واختيار المضمون أو المحتوى الذى يحقق هذه الأهداف.
ومن ثم فإن تحديد أهداف مناهج الجغرافيا يجب أن يتجه إلى تقديم نوعية جديدة من المعارف والمعلومات والمهارات والاتجاهات.
فلا يقتصر الهدف من تدريس الجغرافيا على تقديم معلومات عن الظواهر الموجودة على سطح الأرض تقديماً وصفياً، وتوزيع هذه الظواهر على أجزاء الأرض بقصد إعطاء صورة شاملة عن المجتمعات وبيئاتها.
بل لابد أن تشتمل أهداف مناهج الجغرافيا على تقديم قائمة من المفاهيم والمبادئ التى تمثل الفكر الجغرافي، أو تمثل الجغرافيا كنظام معرفي تحليلي وليس نظاماً معرفياً تجميعياً وتصنيفياً وتوزيعياً.
ولئن كان التجميع والتصنيف من الأهداف الهامة لتعليم الجغرافيا الكلاسيكية فلا يجب أن يغفل هذان الهدفان فى المناهج الجديدة.
فالتجميع فى الجغرافيا أسلوب علمي والتصنيف أيضاً أسلوب علمي يجب مراعتهما فى مناهج الجغرافيا الجديدة، ولكن لا يكون التجميع والتصنيف أهدافاً مجردة، بل لابد أن تكون مرتبطة بما يمكن التوصل إليه من نتائج وقوانين ومفاهيم، مع استخدام هذه المهارة فى التحليل والتوصل إلى قوانين علمية وبناء هيكلية للحقائق والظواهر.
فالحقائق والظواهر فى حد ذاتها لا تتواجد إلا فى مضمون مكاني، يتمثل فى توطن هذه الظواهر وأسبابه، وعلاقته بالبيئة والإنسان، ودور النشاط البشرى فى تحقيق هذه التوطن، والمشكلات التى تترتب عليه، ومحاولة التصدى لهذه المشكلات من خلال المضمون المكاني وخصائص الظواهر والعلاقات بينها.
وهناك العديد من الدراسات التى تناولت تطوير مناهج الدراسات الاجتماعية والجغرافيا لمواجهة مطالب القرن إلحادي والعشرين.
وقد اقترحت هذه الدراسات أنه على مناهج الدراسات الاجتماعية ومنها الجغرافيا أن تسعى إلى تنمية المفاهيم والتعميمات الأساسية وتنمية التفكير الناقد والمواطنة الفعالة والتأكيد على مفهوم العالمية واحترام حقوق الآخرين وتنمية الاتجاه نحو المستقبل وتشكيله والمشاركة والمسؤولية وحل المشكلات واتخاذ القرار، والاستفادة من التقنيات الحديثة المتطورة من شبكات المعلومات الدولية وغيرها.
التسميات
تدريس الجغرافيا