يقول ميشيل لوبرو "إن الطفل لا يكف عن موقعة نفسه اجتماعياً وثقافياً، ولهذا يمكن القول إن الطفل كما الراشد كذلك وهو يقرأ.. يكتب.. يفكر.. ينتج إنما يسعى دائماً إلى تعيين وضعه في الفضاء الاجتماعي والثقافي".
وبهذا المعنى تصبح المدرسة وهي تحكم على أحد الأطفال بالفشل الدراسي مؤسسة تموقع الأفراد وتصنفهم بحسب درجة قبولهم أو رفضهم لمنتوجاتها؛ لأنها كما يقول جورج لاباسد: "ليست مجرد وسيط محايد لنشر المعرفة والقيم، أو مكان يتم فيه الاتصال ما بين المعرفة والطلاب، بل هي فوق ذلك كله تعبير عن الأيديولوجيا السائدة وإحدى الأدوات المهمة لنشرها".
وانطلاقاً من هذا التحديد لدور المدرسة باعتبارها وسيطاً غير محايد لنشر المعرفة، يمكن التساؤل كيف يشكل الفشل الدراسي أداة من أدوات الضبط، وفرضاً لتعسف ثقافي بلغة بورديو.
فالطفل الذي يفشل دراسياً ليس ذلك الذي لا يكتسب معرفة معينة يمكن أن يستفيد منها: "إنه كذلك طفل يتعرض لإقصاء اجتماعي يطبع حياته ويؤثر على تاريخه".
إنه، إذن، ميكانيزم من ميكانيزمات الضبط التي تعتمدها المؤسسة التربوية باعتبارها أحدى أجهزة القمع الرمزي حسب تعبير التوسير "إنها بهذا المعنى محدثة لتمرير مجموعة من المعارف التي لا تستطيع الأسرة تمريرها بشكل عفوي".
وهذا الفهم يقود إلى تساؤل مركزي قوامه كيف يشكل الفشل الدراسي نتاجاً لوظيفة المدرسة؟
التسميات
فشل دراسي