تحديات تواجه اللغة العربية.. التهميش من طرف واضعي السياسات العامة في كل بلدان اللغة العربية وبين علماء اللغة نفسها

إن التحدي الأخطر الذي يواجه اللغة العربية اليوم، ولعله يميزها عن غيرها، هو الاتفاق غير المعلن، وربما غير الواعي، بين واضعي السياسات العامة في كل بلدان اللغة العربية وبين علماء اللغة نفسها، على تهميشها وإضعافها.

فواضعو السياسات يؤكدون في قراراتهم تكريسها لغة وحيدة في أغلب بلدانها، ويعملون في ممارساتهم اليومية على تحنيطها وعزلها عن الحياة.

وعلماء اللغة يشتكون من تهميش الساسة لها، في الوقت الذي يعززون ذلك التهميش بكسلهم عن خدمتها، وضعف إرادتهم في تطويرها وتحديثها وربطها بالحياة المتجددة، وهو تمالؤ غبي وكسول وضار، ولعله أخطر بكثير من زحف العولمة ومن كل عامل خارجي.

صحيح أن هناك قرارات، ومؤسسات ومراكز بحث وجامعات، عربية وإقليمية، ولكن وجودها فيما يتعلق باللغة، لم يتجاوز الوجود بالقوة إلى مستوى الوجود بالفعل، لأن القرارات بلا تطبيق والمؤسسات بلا فعل، جعجعة بلا طحين، وذر للرماد في العيون.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال