يجب أن يتحلى رئيس القبيلة بصفات تؤهّله لقيادة القبيلة في سلمها وحربها، ومن هذه الصفات ([1]): الحلْمُ، والشجاعة، والمقدرةُ الحربيةُ، والكرمُ، ورجاحة العقل، والتواضعُ، والصبرُ...
وقد سُئل قيسُ بنُ عاصم ([2]): كيف وصلت إلى حكم قبيلتك؟ فأجاب: بإذاعة المعروف، وإغاثة الملهوف، وفضّ المنازعات، ثم أضاف قائلاً: ويبـلغ الرجل المكان المرموق بالذكاء، والعفة، والأدب، والمعرفة.
وقد حدّد عامر بن الطُّفَيْل بعض شروط السيادة ، فقال: ([3])
أنـي وإنْ كنتُ ابنَ سيّد عامر -- وفي السرّ منها والصّريح المهذّبِ
فما سوّدتني عامرٌ عن وراثةٍ -- أبى اللهُ أن أسمـو بـأم ولا أبِ
ولكنّنـي أحمي حماهـا وأتقي -- أذاهـا وأرمي من رماها بمنكبِ
ولا شك أن انتقال السيادة بطريق الوراثة كان من المبادئ المعترف بها في المجتمع القبلي، ومصداق ذلك قولُ بشامةَ بنِ الغدير:
وجدتُ أبي فيهم وجدّي كليْهما -- يُطاعُ ويُؤتى أمرُه وهو محتبي
فلـم أتعمـلْ للسيـادة ِ فيهم -- ولكـنْ أتتني طائعاً غير متعبِ
[1]- الآلوسي: بلوغ الارب، 2/187
[2]- الأغاني: 14/76
[3] - ديوانه: ص 28.
التسميات
الحياة الاجتماعية للقبيلة العربية