(الطفولية) سمة أساسية في مجموعة (أُطفِىءُ فانوسَ قلبي).
وقد تمثّلت ليس - فقط - في العودة إلى الماضي الطفولي، وإنما في التعبـير البسيط، والمفارقة، والدهشة في التعامل مع الأشياء، وبخاصّة أشياء المكان: الجدار، والحديقة، والجرار، والليمون، والسرير، وقراءة هذه الأشياء على أنها جزءٌ من الذات.
فكما الطفل لايستطيع التمييز بين ذاته وبين الأشياء التي تحيط به، كذلك فعل الشاعر من خلال تقديم حالة اندماج شبه كلّي بينه وبين جزئيات المكان.
إن الشاعر المبدع هو طفلٌ كبير، وحين لايكون لهذا الطفل مكانٌ لدى الشاعر يموت الشعر ويتحول الشاعر إلى ناقد أو فيلسوف سوى أن يظلَّ شاعراً:
لم تكنْ محضَ أخشابٍ
تلكَ الجنازةُ
نثاراتُ ريشٍ ترفُّ
مراكبُ طافية
تلكَ حكمةُ جدّي
تُحسُّ وداعتَها
وحشةُ الميتين.
ويقول أيضاً:
للعطورِ غواياتها
عطرُكِ محضُ جنون
ولكنّ قنينةَ الياسمين القديمة
مسروقةٌ من حقيبةِ أمّكِ
وهي تعطّرُ أولى الرسائل.
التسميات
أطفئ فانوس قلبي