الحرية الإعلامية وتكذيب الافتراءات.. للإعلامي الدفاع عن الحقيقة ووإزهاق الباطل بأقوى الألفاظ وأنجع الوسائل

تطلق الحرية الإعلامية لدحض الافتراءات سواءً أكانت على الله أو على رسوله صلى الله عليه وسلم أم على عامة الناس، ولنا في أسلوب القرآن أسوة حسنة لأن القرآن لا يستخدم الشدة في الرد إلا في حالة حدوث افتراء واضح أو تعد سافر.

قال تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمالْعَدَاوَةَوَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ*" ([1]).

فنجد الآية دعت عليهم بالبخل أو غل أيديهم إلى أعناقهم يوم القيامة في النار وقيل في الدنيا بأن يكونوا أُسارى([2]).

ثم دعي عليهم باللعن وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولا نجد هذا التعنيف الشديد في كثير من الآيات. وإنما كان هنا لشدة كذبهم وتماديهم وافترائهم على الله.

فكذلك الإعلامي إن رأى أو سمع افتراء واضحاً وتعدياً سافراً على حد من حدود الله او على الذات الإلهية أو غير ذلك مما يقبح ويستهجن الافتراء فيه. فإن  له مطلق الحرية في طريقة الرد على ذلك وفضح المقاصد من رواء ذلك،  وإزهاق الباطل بأقوى الألفاظ وأنجع الوسائل.

([1]) سورة المائدة، الآية 64.
([2]) الرازي، التفسير الكبير، ج12 ص394. أحمد مصطفى المراغي ، تفسير المراغي، دار الكتب العلمية، لبنان، ط1، 1998م، ج6 ص466.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال