ان عملية التفكير عند الاطفال لا تتم بمجرد التلقى بل اذا صارع المشكلة بشكل مباشر ليتلمس و يجد الحل الخاص بها فاذا ما وفر الاب او المعلم ظروف التفكير وهى العطف و الحنان من خلال المشاركة مع الطفل فى انجاز تجربة او وضعية واحدة … اما الباقى فتتوقف على المتعلم فان لم يستطع ان يجد الحل بنفسه او بمساعدة اقرانه فلن يتعلم شيئا فبامكاننا ان نقدم للمتعلم العديد من الافكار الجاهزة ولكننا لن نضمن نجاحه فى انجازها فلا بد ان يقوم المعلم بدور المتعلم و ان يصبح المتعلم معلما بما ينجزه من اعمال مبتكرة و افكارانتجها بنفسه...
ان التمرن على تطبيق ما نقتبسه من الدروس فى وضعيات ذات دلالة يضمن تثبيت الافكار فى الاذهان و التاكد من صحتها و دقتها و اكتساب المهارات و القدرة على توظيف هذه المعارف… ان الافكار تبقى ناقصة و بلا فائدة اذا لم يقع اختبارها فى الواقع مما يتطلب تحويل هذه الافكار الى وقائع لاختبار مدى تمكن الاطفال من فهم كل عناصرها مما ينمى الحيوية الفكرية للاطفال.
فالمطلوب من المعلم ربط الصلة بين الدرس و التجارب المباشرة للحياة اليومية فيلجا المدرس الى قيادة الاطفال الى الاستعانة بدروسه السابقة لفهم الدرس الجديد او استخدام الدرس الجديد لمراجعة الدروس السابقة و الافضل من كل ذلك الاعتماد على وضعيات و مشاكل من الواقع اليومى لتكون حافزا مباشرا على التفكير و ان يقدم الاقتراحات المناسبة للمشكل و ان يختبر مدى صحة افكاره.
ان التربية بمعناها الحديث ابسط و ايسر من حيث المبدا من التربية القديمة لانها تتماشى مع خصائص النمو لدى الاطفال بينما التربية القديمة تفرض على الاطفال طرقا و مواد و تكلفا فى التدريس لا يتماشى و رغبات المتعلم او المعلم… و اقرب طريق الى عقل الطفل هو النشاط و الممارسة الفردية او الجماعية فى حل المشكلات و الوضعيات المرتبطة بحياته العادية ليكتسب من خلالها تجارب تفيده فى حياته اليوم و غدا.
فلا بد من ان يقتنع المدرس ان تكليف الاطفال باعمال و انشطة تعليمية يكسبهم القدرة على تحمل المسؤولية فعلي المعلمين ان يثقوا فى قدرة الطفل على انجاز العمل دون حاجة الى مساعدة لان له الحق فى الخطا عدة مرات ليحاول ثم يحاول… ليكتسب الثقة فى النفس و القدرة على الوصول الى الحلول للمشكل المطروح بمفرده او بالاشتراك مع غيره -لنترك الاطفال يكتسبون التجارب و الخبرات بالاعتماد على انفسهم ليتهيؤوا لحل المشاكل الانهائية فى واقعهم.
التسميات
التربية