تعاظم دور اللغة في عصر المعلومات.. محورية اللغة في منظومة الثقافة التي أصبحت محور عملية التنمية في مجتمع المعلومات

تلعب اللغة في مجتمع المعلومات دوراً كبيراً للأسباب الآتية:

- محورية الثقافة في منظومة المجتمع, ومحورية اللغة في منظومة الثقافة. فقد ثبت أن الثقافة أصبحت محور عملية التنمية في مجتمع المعلومات، وأكّدت اللغة بفضل المتغيّر المعلوماتي كونها، محور منظومة الثقافة بلامنازع, ونتيجة لذلك.

فقد أصبحت معالجة اللغة آلياً بواسطة الحاسوب هي محور تكنولوجيا المعلومات، خاصة وأن اللغة هي المنهل الطبيعي الذي تستقي منه هذه التكنولوجيا أسس ذكائها الاصطناعي، والأفكار المحورية للارتقاء بلغات البرمجة.

ويزداد إسهام اللغة في تحديد الأداء الكلي للمجتمع الحديث، سواء في داخله، أو بالنسبة إلى خارجه.

ويقصد بالداخل هنا أنماط وحصاد نتاجه المعرفي والإبداعي، وكذلك الإنتاجية الشاملة لأفراده ومؤسساته، أما ما نقصده بالخارج فهو العلاقات التي تربط المجتمع بغيره من المجتمعات.

ولم يقتصر دور اللغة في مجتمع المعلومات على مجالي التربية والثقافة، فقد استحدثت اللغة لنفسها أدواراً جديدة، بعد أن تداخلت مع التكنولوجيا بصورة كبيرة، ليبرز دورها الاقتصادي والسياسي.

واللغة العربية تجمع بين كثير من خصائص اللغات الأخرى، على مستوى جميع فروعها اللغوية. كتابة وأصواتاً وصرفاً ونحواً ومعجماً.

فهي على سبيل المثال تجمع بين الجمل الاسمية والفعلية، ونكتفي بمطابقة جنس الفاعل (ذهب فلان وذهبت فلانة وهو ما لا تلتزم به اللغات الأخرى).

كما تتّسم منطوقة اللغة العربية بتوازن دقيق، وتآخ محسوب بين فروع اللغة المختلفة.

ومن منظور معالجة اللغات الإنسانية آلياً بواسطة الحاسوب، أثبتت العربية جدارتها بوصفها لغة عالمية.

فبفضل توسّطها اللغوي, يسهل تطويع النماذج البرمجية المصمّمة للغة العربية، لتلبية مطالب اللغات الأخرى، وعلى رأسها الانجليزية. فالعربية لغوياً وحاسوبياً، يمكن النظر إليها على أنها فئة عليا (superset) يندرج في إطارها كثير من اللغات الأخرى.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال