مفهوم الدلالة مفهوم مركزي ينتظم حوله النشاط السيميائي في مجمله.
وهي الناتج الصافي للمادة وهي وجهها المتحقق أو هي سيرورة انتاج المعنى.
وهي الناتج الصافي للمادة وهي وجهها المتحقق أو هي سيرورة انتاج المعنى.
ويرى آخرون أن السيميائية لا تبحث عن دلالات جاهزة أو سابقة على الممارسة، بل هي بحث في شروط الإنتاج والتداول والاستهلاك.
لأن ما "يستهوي النشاط السيميائي ليس المعنى المجرد والمعطى لأنه مرحلة سابقة على الإنتاج بل هو المعنى من حيث هو تحققات متنوعة ميزتها التمنع والاستعصاء على الضبط".
وقد نظر العلماء العرب إلى دلالة اللفظ في سياقين مختلفين: السياق اللغوي، والسياق التداولي.
وذلك قبل أن تظهر مقولات السيميائيين والتداوليين المعاصرين بقرون عديدة، يقول عبد القاهر الجرجاني: "وإنك لتجد اللفظة الواحدة قد اكتسبت فيها فوائد حتى تراها مكررة في موضع، ولها في كل موضع من تلك المواضع شأن مفرد، وشرف منفرد،... ومن خصائصها التي تذكر وهي عنوان مناقبها، أنها تعطيك الكثير من المعاني باليسير من اللفظ حتى تخرج من الصدفة الدرر، وتجني من الغصن الواحد أنواعا من الثمر."
فاللفظة كما نرى لا تستقر على دلالة واحدة، بل تتغير دلالتها بتغير موقعها من نسق الجملة.
وكذلك فرق الأصوليون بين الدلالة الحقيقية والدلالة المجازية للغة .يقول الإمام الشوكاني: و"الحاصل أن الألفاظ قوالب المعاني المستفادة منها، فتارة تستفاد منها من جهة النطق تصريحا، وتارة من جهته تلويحا.
فالأول المنطوق، والثاني المفهوم".
والمنطوق يتعلق بالحقيقة والمعنى الواضح الذي لا يحتاج إلى تدبر لصراحته ونفيه لأي تأويل، والمفهوم يفتح المجال أمام النشاط التأويلي.
وقد كانت الدلالة هي المصطلح كثير الاستعمال في الدراسات الألسنية والنقدية.
لأن الأعمال اللغوية الأولى المبكرة تعد من مباحث علم الدلالة.
مثل تلك الدراسات المتعلقة بمعاني غريب القرآن ومجازه، ومباحث المشترك اللفظي والترادف والأشباه والنظائر.
التسميات
سيميائيات