السيميائيات موضوع قديم حديث؛ قديم في تجاربه واحتكاكه بالكون والطبيعة ونظر العلماء في أطرافه الواسعة المتنوعة.
ولكنه مستحدث في اصطلاحاته العديدة ‘وتنوع مجالاته واتساع ميادينه.
إنه حقل علمي واسع متنوع هدفه: إدراك العلاقات بين العلامات.
ومن أجل ذلك يستند إلى علوم مختلفة؛ من الطبيعة إلى السحر إلى الكيمياء إلى الفلسفة وعلم النفس والرباضيات والعلوم اللسانية.
ولذا يرى البعض أنه لم يستقر بعد علما خاصا له أدواته المعرفية وأجهزته المميزة وبالرغم من أن الكثيرين قد حاولوا جادين تقريب مفاهيم هذا العلم (السيميائية) إلى الأذهان إلا أنه لا يزال يعاني عدم التمكن من الأداة المعرفية التي يقدم بها مسائله.
وكذلك يشكو كثير ممن ولج أبوابه من اختلاف مصطلحاته وتعددها لدرجة تؤدي إلى تعدد خطابه.
ومع ذلك فإن هذا لا يمنعنا من القول إن أوسع فضاء للسيميائية هو بلا شك: حقل اللغة والأدب.
إن هذه الدراسة جاءت لتحقيق هدفين:
- الأول هو استكناه هذا الحقل الموحي بالغموض والغرابة.
- الثاني هو: اكتناه التراث على ضوء مستجدات العصر.
- الأول هو استكناه هذا الحقل الموحي بالغموض والغرابة.
- الثاني هو: اكتناه التراث على ضوء مستجدات العصر.
إن الألسنية العربية هي من أوائل العلوم التي نضجت في الحضارة العربية واستفادت منها الألسنية الغربية المعاصرة.
وليس كما يظن البعض إن النقد العربي الحديث والمعاصر قد عرف المنهج السيميائي نتيجة الاحتكاك مع الغرب.
ترتبط السيميائية المعاصرة ارتباطا وثيقا بالنموذج اللساني البنيوي المعاصر الذي أرسى دعائمه اللغوي المشهور: السويسري دي سوسيرالذي جعل من اللسانيات علما شاملا تستفيد منه المعارف الأخرى كالنقد الأدبي والأسلوبية والتحليل النفسي وعلم الاجتماع.
فقد وجدت السيميائية -بوصفها علما حديثا- في المبحث اللساني مرتكزا تقوم عليه، وتستقي منه تقنيات وآليات ومفاهيم تحليلية.
خاصة سيمياء الدلالة التي تلجا إلى تطبيق الثنائيات السيميائية على موضوعات غير لغوية ولكنها ذات طبيعة اجتماعية كالألبسة والأطعمة والموروثات الثقافية.
فقد وجدت السيميائية -بوصفها علما حديثا- في المبحث اللساني مرتكزا تقوم عليه، وتستقي منه تقنيات وآليات ومفاهيم تحليلية.
خاصة سيمياء الدلالة التي تلجا إلى تطبيق الثنائيات السيميائية على موضوعات غير لغوية ولكنها ذات طبيعة اجتماعية كالألبسة والأطعمة والموروثات الثقافية.
ومن أهم هذه الثنائيات: اللسان والكلام، الدال والمدلول، المركب والنظام، التقرير والإيحاء.
للسيميائية إذن تفاعلات كثيرة مع علوم أخرى ،ولنها ترتبط منهجيا بدراسة الأدب والفنون اللفظية والبصرية كالموسيقى والتشكيل والمسرح والسينما.
وفي علاقة السيميائية باللسانيات قولان:
- الأول هو رأي دي سوسير ويقول إن اللسانيات أخص من السيميائية لأن اللسانيات جزء من السيميائية عنده.
- الثاني هو رأي رولان بارت القاضي بأن السيميائية جزء من اللسانيات وفرع عنها.
- الأول هو رأي دي سوسير ويقول إن اللسانيات أخص من السيميائية لأن اللسانيات جزء من السيميائية عنده.
- الثاني هو رأي رولان بارت القاضي بأن السيميائية جزء من اللسانيات وفرع عنها.
فدي سوسير يرى أن السيميائية هي الحقل الأوسع الذي يشمل -فيما يشمل- اللسانيات، بينما يرى رولان بارت أن كثيرا من العلامات البصرية والأنساق غير اللفظية تستعين بالأنظمة اللغوية، مما يجعل الأخيرة هي الأصل.
إن تعدد مصطلحات السيميائية من باحث إلى آخر لا ينفي حقيقة كون هذه المصطلحات دالة في عمومها على فكرة واحدة هي النظر إلى العلامة بوصفها إشارة تدل على أكثر من معنى.
وهي كذلك تتفق على النظر إلى أنظمة العلامات بوصفها أنظمة رامزة ودالة وهو نظر قديم في الحضارات كلها تقريبا، الصينية واليونانية والرومانية والعربية.
وإن بقي أكثر ذلك النظر أسير التجارب
الذاتية وبعيدا عن الموضوعية.
حتى جاء القرن العشرين حين تمكن العلماء من إبراز النظريات وتأطيرها وتحديد الاتجاهات المتباينة، بحيث تعد الدراسة السيميائية ثمرة من ثمار القرن العشرين.
حتى جاء القرن العشرين حين تمكن العلماء من إبراز النظريات وتأطيرها وتحديد الاتجاهات المتباينة، بحيث تعد الدراسة السيميائية ثمرة من ثمار القرن العشرين.
فقد ظهر الشكل الواضح المعالم مع اللغوي دي سوسير ومعاصره تشارلز سندرس بيرس.
التسميات
سيميائيات