يتم تناول أدوية العلاج الكيماوي بطرق و قنوات مختلفة، فمنها ما يُعطى عن طريق الفم (Oral) على هيئة أقراص أو كبسولات أو سوائل، أو موضعيا على الجلد (Topical) على هيئة معاجين، بينما أغلبها تُحقن بالجسم، بطرق الحقن المختلفة:
- الحقن في الوريد (Intravenous IV).
- الحقن في العضل (Intramuscular IM).
- الحقن في شريان رئيسي (Intraarterial).
- الحقن موضعيا مباشرة تحت الجلد (Subcutaneous SQ).
ويُعد الحقن الوريدي من أكثر الطرق استخداماً، ويمكن إعطاء العلاجات مباشرة بالحقن داخل الورم (Intralesional)، أو داخل تجاويف معينة مستهدفة و محددة (intracavitary)، أو تُحقن مباشرة في التجويف البطني (داخل الصفاق intraperitoneal)، أو في التجويف الصدري (داخل غشاء الجنبة intrapleural)، أو تحقن بالجهاز العصبي المركزي عبر السائل المُخّي الشوكي (الحقن الغِمديIntrathecal).
كما قد تُستخدم وسائل أخرى للمساعدة على الحقن مثل القسطرات (catheters) والمنافذ ( ports) أو المضخات، فعادة عندما يحتاج المريض للكثير من العلاجات بالحقن الوريدي، ولتجنب مشقة غرز الإبر عند تلقي كل جرعة علاجية، أو عند سحب عينات الدم، يتم تركيب أداة قسطرة تبقى لفترات طويلة، ويتم استخدامها سواء لحقن الأدوية المختلفة والأدوية المساعدة مثل المضادات الحيوية والمركبات والمحاليل المساندة، أو لسحب عينات الدم للتحاليل طوال فترة العلاج، أو لإيصال الأدوية لأماكن خاصة، ويتم تعليم المريض والعائلة كيفية العناية بهذه الأداة و تعقيمها تجنبا لنشوء الالتهابات أو العدوى من خلالها.
و تُزرع مثل هذه القسطرات عادة في وريد رئيسي، (غالبا بالصدر)، أو وريد بالذراع، وأحيانا في شريان أو في التجويف البطني أو الحوض، أو تحت فروة الرأس عند الحقن الغِمدي لإيصال الأدوية للسائل المُخّي الشوكي.
وتتكون أداة القسطرة البسيطة من أنبوب لين صغير القطر، يتم زرعه جراحيا في وريد عريض، عادة بمنطقة الصدر يتم الحقن من خلاله، وأحيانا يتم وصله من الخارج بمنفذ (port) دائـري الشكل من البلاستيك أو المعدن، يتم زرعه تحت الجلد و يتم الحقن و السحب عبره، وأحيانا قد تضاف مضخة تتحكم في سرعة دفق الأدوية داخل القسطرة، و قد تكون المضخة خارجية تبقى خارج الجسم و يمكن حملها والتنقل أثناء استخدامها، أو داخلية تحتوي على مستودع صغير للأدوية يتم تركيبها بجراحة تحت الجلد.
بالفقرات التالية نبذة عن تناول العقاقير الكيماوية و بعض المقترحات المفيدة :تناول البرشامات من الضروري عند المباشرة بإعطاء الأدوية عن طريق الفم للأطفال، البدء بطريقة جيدة و متفهمة منذ اليوم الأول، و استكشاف الوسائل التي ينسجم معها الطفل للتناول، إذ لوحظ انه عند امتداد فترة العلاج إلى آجال طويلة تنقلب عملية تناول الأدوية إلى صراع بين الأهل و الطفل.
ومن الطرق التي قد تساعد كثيرا تفتيت البرشامات إلى قطع صغيرة، أو خلطها مع الأطعمة أو المشروبات المفضلة للطفل مثل المربى أو عصائر الفواكه، إذ أن لبعض أنواع الأدوية طعم غير مستساغ مثل المركبات الستيرويدية الديكساميتازون أو البردنيزون.
ويفضل بعض الأهالي لتسهيل البلع استخدام كبسولات الهلام (Gel caps)، بأحجام مختلفة تتناسب وعمر الطفل لوضع البرشامات داخلها، كما توجد أنواع من الأدوية المُعدّة بنكهات خاصة للأطفال مثل المضادات الحيوية باكتريم أو سيبترا، والتي يتناولها الطفل لمدة طويلة، خصوصا خلال فترات المحافظة (maintenance) لدى حالات أورام الدم.
المهم في الأمر هو إظهار المرونة، و أن يترك للطفل دوما تناول الأدوية بمحض إرادته، و باختياره الطريقة المريحة التي تناسبه، و بطبيعة الحال ينبغي استشارة الطبيب المعالج حول إمكانية تفتيت أو خلط برشامات العقاقير الكيماوية، و التأكد من عدم وجود محاذير عند الطفل تمنع من ذلك.
الحقن الوريدي عند معظم الأطفال يتم زرع أدوات القسطرة المؤقتة لحقن الأدوية وسحب عينات الدم للتحاليل، وذلك لتجنب الآم نخز الإبر المتكرر وتسهيل الحقن.
و ينصح بعض الأطباء بعدم استخدام هذه الطريقة لعدة أسباب، أهمها لتجنب التعرض للعدوى عبرها، إضافة إلى أنها تستلزم ضرورة العناية الدائمة و التعقيم، الأمر الذي قد يتعذر على العائلة دوام المحافظة عليه.
وعلى العموم، و حتى عند وجود أداة القسطرة سيحتاج الطفل إلى الحقن الوريدي من وقت لآخر.و تبدأ عملية الحقن الوريدي (intravenous) عادة بتركيب قصيبة أو قُنية الحقن (cannula)، وذلك باختيار وريد مناسب بأي موضع بالجسم، عادة في أسفل الذراع أو اليد.
ويتم استخدام رباط عاصب لجعل الوريد بارزا لتسهيل إدخال إبرة الحقن، التي تُغرز في الموضع المناسب بعد تعقيمه، و يتم سحبها لتُخلف مكانها القُصيبة، وهي عبارة عن أنبوب بلاستيكي صغير القطر، بطرفه الخارجي منفذ الحقن الذي تُحقن الأدوية عبره، و تثبت أثناء الحقن الذي قد يستغرق أحيانا عدة ساعات و تتم إزالتها بعد انتهائه، كما يمكن إبقاؤها لعدة أيام إن لزم الأمر.
فيما يلي بعض المقترحات المفيدة قبل المباشرة بالحقن الوريدي للطفل:
- محاولة إبقاء الطفل هادئا، فالخوف يجعل أوعية الدم القريبة من سطح الجلد تضيق، وعادة يبقى الأطفال هادئين بوجود الوالدين، أما المراهقون فيتطلبون الخصوصية، و لوحظ أن قيام نفس الشخص أو نفس الممرض ببدء الحقن كل مرة يجعل الطفل هادئا وأكثر اطمئنانا.
- ترك الأمر بتصرف الطفل ليختار بنفسه موضع الحقن خصوصا بعد المرة الأولى، و جعله معتادا على اختيار الوريد المناسب.
- ضرورة تدفئة الموضع، فالبرودة تجعل الأوردة تضيق.
- تناول الكثير من السوائل، فنقص السوائل يقلل من التدفق بالأوردة.
- استخدام مخدر موضعي للجلد، مثل كريم إيملا (EMLA cream) لتجنب آلم غرز الإبرة، والذي يوضع عادة قبل ساعة من الحقن.
ونُشير إلى أن معالجة الأطفال تحتاج إلى حنكة وصبر خصوصا عند التحضير للمعالجة أكثر من المعالجة نفسها، و إذا حدث (نزاع) يلزم التراجع و التوقف لبعض الوقت، إذ يتجاوب الأطفال عادة إذا روعيت وجهة نظرهم، وتم إعطائهم بعضا من حرية التصرف حول المسألة.
الحقن الغِمدي (Intrathecal) يتعذر عند الحقن العادي على معظم أدوية العلاج الكيماوي الوصول إلى أجزاء الجهاز العصبي المركزي (الدماغ و الحبل الشوكي)، و يعود ذلك إلى تركيبة الدورة الدموية الدماغية و حواجزها المتعددة، الأمر الذي يستلزم استخدام الحقن الغِمدي، بُغية حقن الأدوية مباشرة إلى السائل الشوكي المُخّي المحيط بالحبل الشوكي و الدماغ، سواء بالحقن بين الفقرات القطنية أسفل العمود الفقري، أو بزرع أداة الحقن الثابتة والمعروفة بمحفظة أومايا تحت فروة الرأس، وذلك بهدف القضاء على الخلايا السرطانية الممكن تواجدها بالجهاز العصبي المركزي والدماغ، أو لحمايتهما من أية تسربات أو انتكاسات.
وبطبيعة الحال تختلف جرعات الحقن و عددها خلال الدورات العلاجية من مريض لآخر، و تعتمد على عدة عوامل مثل نوع الورم و مستوى تقدمه و رقعة انتشاره، إضافة إلى مدى استخدام العلاج الإشعاعي.و تتكون محفظة اومايا (Ommaya reservoir) من أداة صغيرة من اللدائن تعمل كسدادة، و تتخذ شكل القبة و موصولة بأنبوب رفيع، يتم زرعها جراحيا لتثبيتها تحت فروة الرأس، و يتم وصل الأنبوب بتجويف داخل الدماغ حيث يتجمع السائل المُخّي الشوكي، مما يعطي مدخلا دائما للسائل الشوكي بحيث تحقن الأدوية عبره إضافة إلى سحب العينات للتحاليل، و هي طريقة مريحة بدلا من الحقن المتكرر بين الفقرات القطَنية بالظهر، حيث يتم غرز المحقنة بسدادة المحفظة بعد حلق الشعر و تعقيم الموضع، و من ثم سحب عينات السائل الشوكي، والحقن البطيء للأدوية، دون أن يشعر المريض بأي ألم و دون الحاجة للتخدير.
و يمكن للمريض مزاولة النشطات العادية بما في ذلك غسل الشعر دون محاذير، ولا تحتاج المحفظة لعناية خاصة، وبطبيعة الحال يلزم إبلاغ الطبيب المعالج إذا ظهرت بعض الأعراض، مثل انتفاخ الفروة بموضع المحفظة أو احمراره أو نشوء خراج، إضافة إلى الحمّى و ارتفاع الحرارة أو الشعور بالصداع و الغثيان أو تصلب الرقبة.
أما عملية الحقن الغِمدي بين الفقرات القَطَنية أسفل العمود الفقري، فتتم بأن يستلقي المريض على أحد جانبيه مع ضم الركبتين بوضع ملتف أو يجلس منحنيا إلى الأمام، و يقوم الطبيب بتعقيم أسفل الظهر بعد اختيار الموضع الملائم، ومن ثم يستخدم التخدير الموضعي أو التخدير التام قصير الأجل، ثم يقوم بإدخال إبرة ما بين فقرتين من الفقرات القطنية حيث يتواجد السائل المُخّي، الذي سرعان ما يبدأ بالتدفق عبر الإبرة، و يتم جمع مقدار ضئيل للتحاليل، ثم توضع محقنة الأدوية و يتم الحقن بشكل بطيء، وقد يشعر بعض الأطفال وخصوصا المراهقين بصداع عقب هذه العملية، و يمكن تلافي ذلك بالاستلقاء لمدة ساعة أو نحوها.
التسميات
العلاج الكيماوي للسرطان