يذهب عبد الوهاب البياتي إلى أن الحداثة تعني التجديد فيقول: (إذاً صناعة الحداثة بالنسبة لي أسميها التجديد، لأن التجديد لا يقتصر على المضمون ولا على اللغة فقط إنما هو مغامرة لغوية ووجودية، أي هو كتابة القصيدة).
والبياتي هنا لا يميز بين مصطلحي الحداثة والتجديد، فكل حداثة تجديد ولكن هل كل تجديد حداثة؟.
إن التجديد قد يكون جزئياً في الشكل أو المضمون، ولكن هذا لا يعني حداثة في الشعر.
فالحداثة مفهوم شامل بعكس التجديد الذي قد يكون في الوزن أو القافية أو الموضوع.
فهل وصف شوقي أو الرصافي أو الزهاوي للطائرة أو الباخرة أو الصاروخ حداثة؟.
الحداثة ليست وصف مخترعات حديثة من الخارج.
ذلك أن استعمال شيء ما استعمالاً مجازياً لا يبلغ غايته إلا إذا كان مألوفاً محبوباً داخلاً في حدود الخبرة المعتادة ذات الجذور العميقة في النفس.
ولابد أن تكون الارتباطات حول الشيء الجديد مستقرة في اللاشعور العام.
فالمطلوب ليس وصف منجزات العصر ولكن إدراك روح العصر، بل قد يكون الشاعر مجدداً في حديثه عن الناقة والجمل.
التسميات
دراسات شعرية