التطور التاريخي لتطبيقات مفهوم الجودة.. استدماج مفهوم الجودة وتطبيقه على عمليات الإنتاج للحصول على منتج في مستوى تطلعات الزبناء

لقد مرت المقاولة بعدة مراحل تاريخية في استدماج مفهوم الجودة وتطبيقه على عمليات الإنتاج للحصول على منتج في مستوى تطلعات الزبناء.

ورغم وضوح المفهوم ودقة التعريف فإن المنهجيات التي اعتمدت في تجسيده على أرض الواقع خضعت لعدة تطورات يمكن إيجاز أهم محطاتها في ما يلي:

- المحطة الأولى:
الاعتماد على المراقبة كمدخل للجودة والاكتفاء بمراقبة المنتج عند نهاية عمليات الإنتاج وذلك بانتقاء الجيد وإعادة الرديء إلى دورة الإنتاج لإصلاح ما يمكن إصلاحه أو التخلص منه.

وأهم ما يميز هذه المحطة هو عدم مساهمة عمليات الإنتاج في بناء الجودة وتحميل كل أوزار هذه الأخيرة لعملية المراقبة والحال أنها لن تستطيع إلا رصد حضور الجودة في المنتج أو غيابها عنه دون أن تغير من الوضع شيئا.
إنه العلاج بالكي الذي يستأصل الأورام الخبيثة لكنه لا يعالج أصل الداء،

- المحطة الثانية:
الانتقال بالمراقبة من عملية قياس لحالة المنتج بعد إنتاجه إلى عملية تقويم تواكب الإنتاج عبر جميع مراحله لرصد الاختلالات لحظة وقوعها وضبط وسائل الإنتاج على الإيقاع السليم الذي يضمن المساهمة الفاعلة في بناء الجودة.

إنها المحطة التي تعتمد التشخيص المبكر لمكامن الخلل قصد اتخاذ التدابير اللازمة لتداركها في الوقت المناسب.

- المحطة الثالثة:
اعتبار عملية الإنتاج مرحلة أساسية في تحقيق الجودة لكنها ليست الوحيدة بل هناك عمليات قبل الإنتاج لابد من اعتبارها في بناء الجودة ومن بينها مرحلة وضع التصورات.

وتعتمد هذه المحطة على مبدأ هام مفاده أن الجودة يجب أن تواكب المنتج منذ أن كان حاجة يستشعرها الزبون إلى أن يصبح منتجا يستفيد منه وهو ما يتطلب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضبط تصاميم المنتج على إيقاع حاجات الزبون وتنفيذ عمليات الإنتاج بتطابق تام مع التصميم تجسيدا لمبدأ الوقاية أفضل من العلاج.

- المحطة الرابعة:
اتخاذ جميع الاحتياطات الكفيلة بتحقيق الجودة عبر جميع مراحل حياة المنتج ليس لإرضاء حاجات الزبون فحسب ولكن مع الحرص الشديد على إشراك جميع الأطراف المعنية في تحقيق الجودة والعمل على نيل رضاها ورضا المجتمع بما يضمن بيئة سليمة وتنمية مستدامة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال