الطريقة الجديدة لتقويم الصفوف المبكرة للكشف عن قدرات المتعلم والتعرف على ما قد يعترضه من صعوبات نفسية ودراسية

تقضي لائحة تقويم الطالب الجديدة أن يكون تقويم تحصيل التلميذ في الصفوف الثلاثة الأول من المرحلة الابتدائية مختلفاُ عنه في بقية صفوف مراحل التعليم العام.

واعتبرت اللائحة تلك الصفوف (الصفوف المبكرة) قاعدة أساسية إنطلاقاُ من حقيقة أن الطالب في بداية التحاقه بالتعليم يحتاج إلى رعاية خاصة، يتعلم من خلالها الكشف عن قدراته، والتعرف على ما قد يعترضه من صعوبات نفسية ودراسية يمكن أن تؤثر عليه طيلة سنين التعليم العام.

وإضافة إلى ذلك فإن الضعف الذي يلاحظ على بعض طلاب التعليم العام في بعض المواد الدراسية إنما هو ناتج عن عدم التركيز على الجوانب الأساسية من مهارات ومعارف وخبرات في الصفوف المبكرة من المرحلة الابتدائية أو أنه ناجم عن اتباع أسلوب تدريس يعتمد فقط على التلقين، ويركز على ذكر المعلومات وترديدها دون فهم حقيقي لها.

وللإسهام في حل هذه المشكلات تضمنت اللائحة عدداً من الأسس للتعامل مع تقويم الطلاب في الصفوف الثلاثة الأول من المرحلة الابتدائية تمثلت في الآتي:

1- التركيز على إكساب الطلاب المهارات والمعارف والخبرات الأساسية في كل مادة دراسية.
2- إتباع أساليب تدريسية تؤدي إلى تجسيد الفهم الحقيقي لمحتوى المادة الدراسية.

3- العناية بالجانب التطبيقي باعتماد أسلوب تقويم الأداء الذي يتم فيه التأكد من تمكن الطالب من المهارة أو المعرفة.

4- تجنب الآثار النفسية السلبية التي قد يتعرض لها الطلاب وارتباطها بتجربتهم الدراسية مثل الشعور بالقلق والخوف.
5- غرس العادات والمواقف الإيجابية في نفوس الطلاب تجاه التعليم.

6- إيجاد الحافز الإيجابي للنجاح والتقدم بحيث يكون الدافع للتعليم والذهاب إلى المدرسة هو الرغبة في النجاح وليس الخوف من الفشل.

7- تجنيب الأطفال الآثار النفسية الناتجة عن التركيز على التنافس والشعور بأن درجات أدوات التقويم هي الهدف من التعليم.

8- إشراك ولي أمر الطالب في التقويم وذلك بتزويده بمعلومات عن الصعوبات التي تعترض ابنه، ودوره في التغلب عليها.

9- اكتشاف الإعاقات وصعوبات التعلم لدى الطلاب مبكراً والعمل على علاجها والتعامل معها بطريقة تربوية صحيحة.

غير أن التركيز على هذه الأسس في تقويم طالب الصفوف المبكرة من المرحلة الابتدائية لا يعني عدم استخدام الاختبارات فهي تظل أداة من أدوات التقويم إضافة إلى الأدوات الأخرى مثل ملاحظة المعلم، والمشاركة في الدروس، والقيام بالتدريبات والنشاطات المتعلقة بالمادة الدراسية.

غير أن الاختبارات وغيرها من أدوات التقويم الأخرى في هذه الصفوف تركز على المهارات والخبرات والمعارف الأساسية التي يتوجب على الطالب اكتسابها في كل من هذه الصفوف الثلاثة ويكون استخدامها مستمراً طوال العام.

كما أن المعلم في هذه الصفوف مطالب بتدريس جميع مفردات المادة الدراسية المقررة كالمعتاد مع تركيز خاص على الأساسيات، فإذا درس الطالب صفة الصلاة في مادة الفقه على سبيل المثال ، إنه يركز على أداء الصلاة عملياً بطريقة صحيحة ولا يكفي إطلاقاً أن يعرف الطالب صفة الصلاة بمجرد حفظ وترديد الوصف المكتوب في الكتاب.

وفي الهجاء لا يكفي أن يميز الطالب أشكال الحروف من خلال الصور الموجودة في الكتاب وإنما ينبغي على المعلم أن يتأكد أن باستطاعة الطالب التمييز في مواقف متنوعة.. وهكذا.

ولأهمية إطلاع أسرة الطالب على مدى تقدمه في اكتساب ما هو مطلوب منه في المواد الدراسية المختلفة والصعوبات التي يواجهها،
حددت اللائحة آلية للتعاون بين الأسرة والمدرسة في رصد مسيرة الطالب وحل ما قد يعترض الطالب من صعوبات أولاً بأول، بحيث يكون قرار انتقاله إلى صف أعلى أو بقاؤه في صفه في نهاية العام مبنياً على جهود متواصلة ومتابعة دقيقة طيلة العام.

ونظراً للأهمية القصوى لتكامل طريقة التدريس مع أسلوب التقويم، فإن اللائحة تشير إلى أهمية استخدام أساليب التدريس المبنية على مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال