أثر علم النفس المعرفي على ظهور بيداغوجيا التمركز حول المتعلم.. أثر نظرية الذكاءات المتعددة. القدرة العقلية لدى الإنسان تتكون من عدة ذكاءات مستقلة

أثر علم النفس المعرفي على ظهور بيداغوجيا التمركز حول المتعلم:
- لقد أمكن عن طريق هذا العلم تعرف طبيعة التعلم والميكانزمات التي يستعملها العقل في معالجة المعلومات، والعمليات الذهنية التي تتحكم في الفهم والذاكرة والتفكير وحل المشاكل على غير ذلك من الأنشطة المعرفية.

- إن الطفل ضمن هذا منظور علم النفس المعرفي يعالج المعلومات ويكتسب تعلمه عن طريق بناء المعرفة.

أي أن المعلومة لا تكتسب في الشكل والمضمون اللذين يقررهما المتلقي، بل إن هو المتلقي هو الذي يبني تلك المعلومة شكلا ومضمونا.

- إن التعلم ـ كخلاصة ـ ضمن هذا المنظور، هو عملية بنائية يساهم فيها المتعلم/ة بذاتيته وميولاته وتوقعته ومعارفه وأهدافه، ومن تم، فإن على العملية أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الدور النشيط للمتعلم وتستغله وتستثمره استثمارا شاملا في تعلماته ظهور نظرية الذكاءات المتعددة.

أثر نظرية الذكاءات المتعددة:
لقد ظلت الممارسة التربوية مقيدة بالمفهوم الأحادي للذكاء؛ حيث تعتبره قدرة واحدة يمكن التعبير عنها من خلال ما يصطلح عليه ب معامل الذكاء، بالإضافة إلى قياسها للذكاء انطلاقا من قدرتين فقط، هما اللغة والرياضيات.

للرد على هذه النظرة الأحادية إلى الذكاء ظهرت نظرية جديدة تعتمد على الأبحاث الميدانية تقول بالعكس: أي بالذكاءات، أي أن القدرة العقلية لدى  الإنسان تتكون من عدة ذكاءات وأن هذه الذكاءات مستقلة عن بعضها البعض إلى حد كبير.

وحسب هذه النظرية، فإن الفكر البشري يشتمل على ثماني ذكاءات مختلفة:

1- الذكاء اللغوي:
هو التميز في القدرة على استعمال اللغة والإقبال على أنشطة القراءة والكتابة ورواية القصص والمناقشة مع الآخرين، مع إمكانية الإنتاج اللغوي أو الأدبي.

2- الذكاء الرياضي المنطقي:
وهو التميز في القدرة على استعمال التفكير الرياضي والمنطقي والإقبال على الرياضيات وعلى حل المشاكل ووضع الفرضيات واختبارها وتصنيف الأشياء واستعمال المفاهيم المجردة.

3- الذكاء الفضائي:
هو التميز في القدرة على استعمال الفضاء بشتى أشكاله، بما في ذلك قراءة الخرائط والجداول والخطاطات، وتخيل الأشياء وتصور المساحات.
وتتمثل هذه القدرات في أنشطة مفضلة منها التصوير وتلوين الأشكال المصورة وبناء الأشياء والتمعن في الأماكن الهندسية مع الإبداع بعض من هذه المجالات أو كلها.

4- الذكاء الحسي الحركي:
وهو التميز في القدرة على استعمال  الجسد من ألعاب ورياضية ورقص ومسرح وأشغال يدوية وتوظيف الأدوات المهنية.

والتعلم المفضل لدى أصحاب هذه القدرة هو الذي يتم عن طريق المناولة العملية والتحرك والتعبير الجسدي واستعمال الحواس المختلفة.

5- الذكاء الموسيقي:
هو التميز في القدرة على تعرف الأصوات وتذوق الأنغام وتذكر الألحان والتعبير بواسطتها، كما أن أصحاب هذا النوع من الذكاء يفضلون التعلم عن طريق الغناء واللحن والإيقاع.

6- الذكاء التواصلي:
هو التميز في القدرة على ربط وتمتين علاقات إيجابية مع الغير,وعلى التفاعل مع الآخرين وفهمهم، ولعب أدوار قيادية ضمن المجموعات، وحل الخلافات بين الأفراد.

التعلم الذي تفضله هذه المجموعة هو التعلم عن طريق التواصل المستمر مع الغير، والعمل الجماعي والتعاوني (الفكاهيون ورجال السياسة).

7- الذكاء الذاتي: 
هو التميز في القدرة على معرفة النفس والتأمل في مكوناتها ومواطن ضعفها وقوتها وهي القدرة التي تدفع صاحبها إلى تفضيل العمل الانفرادي، وغلى التعلم عن طريق العمل المستقل.

أصحاب هذا النوع من الذكاء هم المبدعون في مجال التأمل الذاتي والتحليل النفسي وفي الكتابات السيكولوجية أو الشخصية.

8- الذكاء الطبيعي:
هو التميز في القدرة على التعامل مع الطبيعة بكل محتوياتها.

ويتجلى التميز في هذا المجال في حب الطبيعة والتجول فيها وجمع معلومات عنها سواء منها الحية أو الميتة، وتصنيفها والاطلاع على أصولها وأوصافها وخصائصها.

والتعلم المفضل لدى هذه العينة من أصحاب هذا النوع من الذكاء هو الذي يكون عن طريق المشاريع التي تربط الشخص مباشرة بالطبيعة ومكوناتها، وملامسة الأشياء ومناولتها (العلماء والخبراء في عالم الفيزياء والبحر والنباتات).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال