الصراع المتعدد الجوانب والمتعدد في الإيديولوجيات وتعرض سوريا الفتية إلى انهيارات سياسية متتالية

لكي يكون هناك في سوريا إصلاح سياسي و إداري ومالي واقتصادي يجب أن يتم ذلك في إطار تصور شامل وصادق وجريء لكل المشاكل التي قادت إلى الأزمة وأولها دور القوات المسلحة في العمل العام وضرورة الاتفاق على صيغة مشرفة لهذا الدور.

أولاً- كان الصراع على سورية شديداً منذ استقلالها فالخارج الاستعماري كان يريد ضبط دورها لسببين الأول هو منع الشيوعية من السيطرة عليها والثاني هو منعها من امتلاك القدرة على هزيمة إسرائيل.

ثانياً- أما الدول العربية في المنطقة فكانت تتصارع على النفوذ في سورية فالمعسكر السعودي لا يريدها أن تذهب للوحدة مع
العراق حيث الهاشميون الذين يمكن أن يصبحوا أقوياء فيطالبون بعرشهم في الحجاز.

ثالثاً- والمعسكر الهاشمي في الأردن لا يريد نفوذاً في سورية بل يريدها كاملة موحدة تحت العرش الهاشمي (مشروع سورية
الكبرى) وطبعاً تحت النفوذ البريطاني...!

أما مصر فكانت دائماً توالي السعودية ولا ترغب بقيام دولة قوية في شرقي المتوسط تنازعها زعامة العالم العربي.

هذا الصراع المتعدد الجوانب والمتعدد في الإيديولوجيات وفي المصالح عرّض سورية الفتية إلى انهيارات سياسية متتالية كان بعضها يريد إلغاء دور سورية في المنطقة وبعضها يريد إلغاءها!
أحدث أقدم

نموذج الاتصال