الرأسمالية مرحلة عابرة في التاريخ.. مبدأ التراكم بلا نهاية والنمو الأسي المتسارع

إن مبدأ التراكم بلا نهاية وهو أساس الرأسمالية هو المرادف للنمو الأسي المتسارع، وهو مثله مثل السرطان، يؤدي للموت.

وكان جون ستيوارت ميل يفهم هذه الحقيقة ولكنه تصور أن "حالة من الثبات" يمكن أن تقف هذه العملية غير العقلانية، كما كان "كينز" يشاركه في تصوره لهذه العقلانية.

ولكن أياً منهما لم يفهم كيف يمكن فرض التجاوز الضروري للرأسمالية، ولكن ماركس، بفهمه للدور الجوهري لصراع الطبقات الجديد، هو الذي فهم كيف يمكن قلب سلطة الطبقة الرأسمالية، المركزة اليوم في أيدي فئاتها العليا.

والتراكم، وهو المرادف كذلك لعملية الإفقار، يرسم لنا الإطار الموضوعي للصراع ضد الرأسمالية.
ولكن هذا الصراع يعبر عنه بشكل رئيسي، التباين المتعاظم بين رفاهية مجتمعات المركز المستفيدة من الريع الإمبريالي، وبين بؤس التخوم المسودة.
وهكذا يصير هذا الصراع المحور المركزي للبديل: "الاشتراكية أو الهمجية".

والموضوع الرئيسي لهذا الخطاب هو أن الأزمة الحالية ليست أزمة مالية، ولا هي مجموع الأزمات المتراكمة لنظام، ولكنها أزمة الرأسمالية الإمبريالية للاحتكارات، التي تتعرض سيطرتها العليا المنفردة للمساءلة مرة أخرى من جانب "البروليتاريا" بصفة عامة، ومن جانب شعوب وأمم التخوم المسودة حتى لو كانت بازغة ظاهرياً.

وعلى ذلك فالتحدي الحقيقي هو الآتي: هل ستتقابل هذه الصراعات لتفتح الطريق - أو عدة طرق - أمام الانتقال الطويل للتحول للاشتراكية العالمية؟ أو هل ستبقى متفرقة، بل هل ستتعارض الواحد مع الآخر فتفقد فاعليتها، وبذا تترك المبادرة لرأس المال الاحتكاري؟ وهذا الكتاب لا يحاول الرد على هذا التساؤل، بل يكتفي بأن يقدم العناصر التي تسمح بتحليل التحدي الذي نتحدث عنه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال