تشكل الألفـية الثالثة، بداية لمنافسة كونية حادة، تأسست في المقام الأول على الطاقة الإنسانية، باعتبارها المصدر الرئيسي لربح رهانات هذه المنافسة.
ومن أجل ذلك، أصبح الإهتمام اليوم منصبا أساسا على المنظومة التعليمية وإعداد الموارد البشرية، وذلك من خلال تبني نمط جديد من التربية والبيداغـوجيا عـموما.
والمقاربة بالكفايات، كتصور حديث داخل الحقل التربوي والبيداغـوجي المغربي، سواء على مستوى بمختلف المؤسسات التعليمية، أو بمجال التكوين وإعادة التكوين فهو يتأسس على منظور، يعتبر فيه تكيف الفرد مع محيطه الطبيعي والإجتماعي، والثقافي والإقتصادي والسياسي، المحلي والكوني...، من الغايات الرئيسية.
وإذا كانت المنظومة التربوية التكوينية التعليمية المغربية، قد عرفت في بداية الإستقلال، محطة رئيسية، تمثلت في التوجهات أو المبادئ الأربعة (تعميم التعليم، تعريب التعليم، توحيد التعليم، مغربة الأطر)؛ فإنه بغض النظر عن بعض أشكال الإصلاح، التي تجسدت بالأساس، في إعادة هيكلة وتوزيع مراحل الدراسة منذ سنة 1985؛ فإن المحطة الحالية، والتي تجسدت ضمن مشروع الميثاق الوطني للتربية والتكوين، تشكل في واقع الأمر، ثاني محطة أساسية وجوهرية بالنسبة للإصلاح الشامل للمنظومة التربوية التكوينية للمجتمع المغربي، على اعتبار أن محطة بداية الاستقلال، قد شكلت مرحلة لبناء الذات الاجتماعية.
في حين تشكل المحطة الحالية /الحاضرة، محطة الميثاق الوطني للتربية والتكوين، محطة تؤسس لتأهـيل المجتمع المغربي، لكي يصبح قادرا، على المواجهة والمنافسة، وفرض ذاته بين سائر المجتمعات المتخلف والمتقدم منها.
التسميات
تقويم تربوي